(ه) وفي حديث كعب. وقيل ابن جبير «الشهداء ثَنِيَّة الله في الخلق» كأنه تأوّل قول الله تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) فالذين اسْتَثْنَاهُم الله من الصّعق الشّهداء ، وهم الأحياء المرزوقون.
(ه) وفي حديث عمر «كان ينحر بدنته وهى باركة مَثْنِيَّة بِثِنَايَين» أى معقولة بعقالين ، ويسمّى ذلك الحبل الثِّنَايَة ، وإنّما لم يقولوا ثِنَاءَيْن بالهمز حملا على نظائره ، لأنه حبل واحد يشدّ بأحد طرفيه يد وبطرفه الثانى أخرى ، فهما كالواحد ، وإن جاء بلفظ اثْنَيْن ، ولا يفرد له واحد.
ومنه حديث عائشة رضى الله عنها تصف أباها «فأخذ بطرفيه وربّق لكم أَثْنَاءَه» أى ما انْثَنَى منه ، واحدها ثِنْىٌ ، وهو معاطف الثّوب وتضاعيفه.
ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه «كان يَثْنِيهِ عليه أَثْنَاء من سعته» يعنى ثوبه.
وفي صفته صلىاللهعليهوسلم «ليس بالطّويل المُتَثَنَّى» هو الذّاهب طولا ، وأكثر ما يستعمل في طويل لا عرض له.
(س) وفي حديث الصلاة «صلاة الليل مَثْنَى مَثْنَى» أى ركعتان ركعتان بتشهّد وتسليم ، في طويل لا عرض له. فهى ثُنَائِيَّة لا رباعيّة ، ومَثْنَى معدول من اثْنَيْن اثْنَيْن.
(ه) وفي حديث عوف بن مالك «أنّه سأل النبى صلىاللهعليهوسلم عن الإمارة فقال : أوّلها ملامة ، وثِنَاؤُها ندامة ، وثلاثها عذاب يوم القيامة» أى ثَانِيها وثالثها.
(س) ومنه حديث الحديبية «يكون لهم بدء الفجور وثِنَاهُ» أى أوّله وآخره.
وفي ذكر الفاتحة «هى السّبع المَثَانِى» سمّيت بذلك لأنّها تُثْنَى في كل صلاة : أى تعاد. وقيل : المَثَانِي السّور التى تقصر عن المئين وتزيد عن المفصّل ، كأنّ المئين جعلت مبادى ، والّتى تليها مَثَانِى.
(ه) وفي حديث ابن عمرو «من أشراط الساعة أن يقرأ فيما بينهم بالمَثْنَاة ، ليس أحد يغيّرها ، قيل : وما المَثْنَاة؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله تعالى» وقيل إنّ المَثْنَاة هى أنّ أحبار بنى إسرائيل بعد موسى عليهالسلام وضعوا كتابه فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله ،