أى عملك فأصلح. ويقال فلان دنس الثِّيَاب إذا كان خبيث الفعل والمذهب. وهذا كالحديث الآخر «يبعث العبد على ما مات عليه» قال الهروى : وليس قول من ذهب به إلى الأكفان بشىء ، لأنّ الإنسان إنّما يكفّن بعد الموت.
(س) وفيه «من لبس ثَوْب شهرة ألبسه الله ثَوْب مذلّة» أى يشمله بالذّل كما يشمل الثَّوْب البدن ، بأن يصغّره في العيون ويحقّره في القلوب.
(س) وفيه «لتشبّع بما لم يعط كلابس ثَوْبَي زور» المشكل من هذا الحديث تثنية الثَّوْب ، قال الأزهرى : معناه أن الرجل يجعل لقميصه كمّين ، أحدهما فوق الآخر ليرى أن عليه قميصين ، وهما واحد. وهذا إنما يكون فيه أحد الثَّوْبَين زورا لا الثَّوْبَان. وقيل : معناه أن العرب أكثر ما كانت تلبس عند الجدة والقدرة إزارا ورداء ، ولهذا حين سئل النبى صلىاللهعليهوسلم عن الصلاة في الثَّوْب الواحد قال : أوكلّكم يجد ثَوْبَين؟ وفسّره عمر رضى الله عنه بإزار ورداء ، وإزار وقميص وغير ذلك. وروى عن إسحاق بن راهويه قال : سألت أبا الغمر الأعرابى ـ وهو ابن ابنة ذى الرّمّة ـ عن تفسير ذلك فقال : كانت العرب إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يلبس أحدهم ثَوْبَين حسنين ، فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور ، فيمضون شهادته بِثَوْبَيه. يقولون : ما أحسن ثِيَابَه؟ وما أحسن هيئته؟ فيجيزون شهادته لذلك ، والأحسن فيه أن يقال : المتشبّع بما لم يعط : هو أن يقول أعطيت كذا ، لشىء لم يعطه ، فأما إنه يتّصف بصفات ليست فيه ، يريد أن الله منحه إياها ، أو يريد أن بعض الناس وصله بشىء خصّه به ، فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين : أحدهما اتّصافه بما ليس فيه وأخذه ما لم يأخذه ، والآخر الكذب على المعطى وهو الله تعالى أو الناس. وأراد بِثَوْبَي الزّور هذين الحالين اللّذين ارتكبهما واتّصف بهما. وقد سبق أن الثَّوْب يطلق على الصّفة المحمودة والمذمومة ، وحينئذ يصح التّشبيه في التّثنية ، لأنه شبّه اثنين باثنين. والله أعلم.
(ثور) (ه) فيه «أنه أكل أَثْوَار أقط» الأَثْوَار جمع ثَوْر ، وهى قطعة من الأقط ، وهو لبن جامد مستحجر.
ومنه الحديث «توضّأوا ممّا مسّت النار ولو من ثَوْر أقط» يريد غسل اليد والفم منه. ومنهم من حمله على ظاهره وأوجب عليه وضوء الصلاة.