(ه) ومنه حديث الهرمزان «إنّ كسرى جَمَّرَ بُعُوث فارس».
وفي حديث أبى إدريس «دخلت المسجد والناس أَجْمَرُ ما كانوا» : أى أجمع ما كانوا (١).
وحديث عائشة رضى الله عنها «أَجْمَرْتُ رأسى إِجْمَارًا شديدا» أى جمعته وضفرته. يقال أَجْمَرَ شعره إذا جعله ذؤابة ، والذّؤابة الجَمِيرة ؛ لأنها جُمِّرَتْ أى جُمِعَتْ.
(ه) وحديث النخعي «الضافر والملبِّد والمُجْمِر عليهم الحلق» أى الذى يَضْفِرُ شعره وهو محرم يجب عليه حلقه. ورواه الزمخشرى بالتشديد. وقال : هو الذى يجمع شعره ويعقده في قفاه.
(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «لألحقنّ كلّ قوم بجمرتهم» أى بجماعتهم الّتى هم منها.
(س) ومنه حديثه الآخر «أنه سأل الحطيئة عن عبس ومقاومتها قبائل قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين كنا ألف فارس كأنّنا ذهبة حمراء ، لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف» أى لا نسأل غيرنا أن يتجمّعوا إلينا لاستغنائنا عنهم. يقال : جَمَّرَ بنو فلان إذا اجتمعوا وصاروا إلبا واحدا. وبنو فلان جَمْرَةٌ إذا كانوا أهل مَنَعَةٍ وشدّة. وجَمَرَاتُ العرب ثلاث : عَبْسٌ ، ونُمَيْرٌ ، وبَلْحَارث بن كعب. والجَمْرَةُ : اجتماع القبيلة على من ناواها. والجَمْرَة : ألف فارس.
(س) وفيه «إذا أَجْمَرْتُمْ الميّتَ فجَمِّرُوه ثلاثا» أى إذا بخّرتموه بالطّيب. يقال ثوب مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ. وأَجْمَرْتُ الثّوبَ وجَمَّرْتُه إذا بخّرته بالطيب. والذى يتولّى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ. ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الذى كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(ه) ومنه الحديث «ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّة» المَجَامِرُ : جمع مِجْمَرٍ ومُجْمَرٍ ، فالمِجْمَرُ بكسر الميم : هو الذى يوضع فيه النار للبخور. والمُجْمَرُ بالضّم : الذى يتبخّر به وأُعِدَّ له الجَمْرُ ، وهو المراد في هذا الحديث : أى إن بخورهم بالأَلُوّة وهو العود.
__________________
(١) ويروى بالخاء المعجمة. وسيأتى.