وفيه «نار تطرد الناس إلى مَحْشَرِهِمْ» يريد به الشّام ؛ لأنّ بها يُحْشَرُ الناس ليوم القيامة.
ومنه الحديث الآخر «وتَحْشُرُ بقيّتهم النّار» أى تجمعهم وتسوقهم.
وفيه «أن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا يُحْشَرُوا» أى لا يندبون إلى المغازى ، ولا تضرب عليهم البعوث. وقيل لا يُحْشَرُونَ إلى عامل الزّكاة ليأخذ صدقة أموالهم ، بل يأخذها في أماكنهم.
ومنه حديث صلح أهل نجران «على أن لا يُحْشَرُوا ولا يعشروا».
[ه] وحديث النّساء «لا يعشرن ولا يُحْشَرْنَ» يعنى للغزاة ، فإن الغزو لا يجب عليهن.
(س) وفيه «لم تدعها تأكل من حَشَراتِ الأرض» هى صغار دوابّ الأرض ، كالضّب ، واليربوع. وقيل هى هوامّ الأرض ممّا لا سمّ له ، واحدها حَشَرَةٌ.
(س) ومنه حديث التّلب «لم أسمع لِحَشَرَةِ الأرض تحريما».
وفي حديث جابر «فأخذت حجرا فكسرته وحَشَرْتُهُ» هكذا جاء في رواية ، وهو من حَشَرْتُ السّنان إذا دقّقته وألطفته. والمشهور بالسّين المهملة. وقد ذكر.
(حشرج) ـ فيه «ولكن إذا شخص البصر ، وحَشْرَجَ الصّدر ، فعند ذلك من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه» الحَشْرَجَةُ : الغرغرة عند الموت وتردّد النّفس.
ومنه حديث عائشة «دخلت على أبيها عند موته فأنشدت (١) :
لعمرك ما يغنى الثّراء ولا الغنى |
|
إذا حَشْرَجَتْ يوما وضاق بها الصّدر |
فقال : ليس كذلك ولكن «جاءت سكرة الحقّ بالموت» وهى قراءة منسوبة إليه. والقراءة بتقديم الموت على الحق.
(حشش) ـ في حديث الرؤيا «وإذا عنده نار يَحُشُّها» أى يوقدها. يقال : حَشَشْتُ النار أَحُشُّها إذا ألهبتها وأضرمتها.
(ه) ومنه حديث أبى بصير «ويل أمّه مِحَشُ حربٍ لو كان معه رجال» يقال : حَشَ الحربَ إذا أسعرها وهيّجها ، تشبيها بإسعار النار. ومنه يقال للرجل الشّجاع : نعم مِحَشُ الكتيبة.
__________________
(١) لحاتم الطائي. (ديوانه ص ١١٨ ط الوهبية) مع بعض اختلاف.