النازِلُ فيهم ووجهه أنه كان في الاصل لَنُثْوِيَنَّهم في غُرَف كما تقول أَنْواهم من الجنة فى غُرَف وحُذِف الجارُّ كما حُذِف من قوله أمَرْتُك الخيْرَ ويقوِّى ذلك أن الغُرَف وان كانتْ أماكنَ مختصَّةً فقد أُجْرِيت المختصةُ من هذه الظُّروفِ مُجْرَى غير المختصَّةِ نحو قوله «كما عَسَل الطَّرِيقَ الثعلَبُ» ونحو ذَهَبْت الشامَ عِنْد سيبويه ويقوِّى الوجهَ الاوّل قولهُ تعالى (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) وعلى هذا قراءة من قرأ تَعْتَدُونَها بالتخفيف وليس هذا البابُ بمُطَّرِد فيُحْمَل عليه وقال في قوله تعالى (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) يجوز أن تكونَ الدارُ ههنا دارَ الدُّنيا ودارَ الآخِرةِ فان كانت دَارَ الآخِرة فمعناه أنهم يَذْكُرُون دارَ الآخرةِ ويَزْهَدُون في الدنيا وان كان يُعْنَى بها دارُ الدنيا فانما يُرِيد طيب الثناءِ عليهم في الدنيا والدارُ ههنا منتصب باسقاط حَرْفِ الجرِّ كما قال ذهَبْتُ الشامَ و «كما عسَلَ الطَّرِيقَ الثعلَبُ» * وقال* حاشَيْتُه القومَ ـ أى من القَوْم وجَعْجَعْت الابلَ وجَعْجَعْت بها ـ حَرَّكتها للِانَاخة والنُّهُوضِ وعَضِضْته وعَضِضْت علَيه وعَضَضْت لُغتانِ واعْتَرَّه واعْتَرَّبه ـ تَعَرَّض لمعروفه أقْطَعْتُه النَّهْرَ وأقْطَعْته به ـ جاوَزْته به أقْذَعْت الرجُلَ وأقْذَعْت له ـ رمَيْته بالفُحْش عَلَّقْت الدابَّةَ وعَلَّقت عليها من العَلِيق وعَشَوْت النارَ وعَشَوْت اليها أطاعَه وأطاع له ـ لم يَعْصِه حَطَّ الرجلُ البعيرَ وحَطَّ عنه ـ وذلك اذا طَنِىَ فالتْوَتْ رِئْتُه بجَنْبِه فَحطَّ الرحْلَ عن جَنْبه بِسَاعِده دَلْكا على حِيَال الطَّنى حتى يَنْفَصِل عن الجَنْب حكَى هذا صاحبُ العين أحْمَشْت القِدْرَ وأحْمَشْت بها ـ أكثَرْت وَقُودَها وحَضَن الطائِرُ بَيْضَه وعلى بَيْضِه يَحْضُن حَضْنا وحِضَانَةً وحُضُونا وحِضَانًا وحَضَنْتُ بيْنَ القومِ وحَضَنْتُهم ـ أصْلَحتُ بيْنَهم وحَدَسَ الرجُلُ ناقَتَه وحدَسَ بها ـ اذا أضجعَهَا ثم وجَأَ بشَفْرته فى مَنْحَرِها واسْتَنْحَسْت الخَبرَ واسْتَنْحَسْت عنه ومَسَح عُنُقَه ومَسَح بها ـ ضرَبَها وحَظَرت الشىءَ وحَظَرْت عليه وما حَفَلْت به وما حَفَلْته* ابن جنى* عَطَوْت الشىءَ وعَطَوْت اليه وأعْشَشْت القومَ وأعْشَشْت بهِم (١) ـ أعْجَلْتهم عن أمْرِهم وتَعَمَّدته وتَعَمَّدت له ـ وهو ضِدُّ الخطا وعَرَمَنا صَبِيُّك وعَرَم علينا ـ أشِرَ ومَرِح علينا وقاعَ الفحْلُ الناقةَ وقَاعَ عليها ـ ضرَبَها ووَشَعْت الجبَلَ ووَشَعْتَ
__________________
(١) ويقال أغششت فلانا بالغين المعجمة عن حاجة أحجلته اه