آل محمد بينهم وتعظيم شأنهم وتعيين من يقوم مقامه منهم بعد وفاته وتحققت أن هذه الأحاديث مصدقة وموافقة لما روته فرقة الشيعة عن رجالهم لم يبق عندي شبهة في صدق هذه الفرقة وصحة مقالتها وعرفت وتيقنت أن المسلمين الذين عدلوا عنهم إلى تيم وعدي وآل حرب وبني أمية كانوا إما قد ارتدوا عن الإسلام أو شكوا فيه أو باعوا الآخرة بالدنيا ورغبوا في الجاه وحطام الدنيا الفانية كما جرت عادة كثير من أمم الأنبياء.
وقد ساء ظني بما ينفرد بروايته وحكايته هؤلاء الأربعة المذاهب لأن من أقدم على مثل هذه المكابرة والبهت مع كونهم يشهدون بصدق رواة هذه الأخبار وما تدل عليه من جلالة بني هاشم وتعظيم آل محمد وتعيين من يقوم مقامه ثم يستحسنون لأنفسهم مخالفتها بالتمويه والمحال فلا يستبعد منهم الكذب والبهت والتغفل فيما ينفردون بروايته من الأقوال والأحوال ثم لا أدري كيف اشتبه على الأحياء منهم ضلال أمواتهم وكيف يقلدونهم فيما انفردوا من رواياتهم نعوذ بالله من العمى بعد الهدى إلى هذه الغاية.
وهذا من عجيب ما سمعناه ورأيناه وهؤلاء في تيههم وضلالهم أعجب من أهل الذمة لأن هؤلاء ابتلاهم الله بالتيه بغير اختيارهم عقوبة لهم وهؤلاء المسلمون قد أضلوا أنفسهم مع ظهور حجة الله ورسوله عليهم ومع كمال اختيارهم ثم وأهل الذمة كان تيههم أربعين سنة وهؤلاء قد زاد تيههم على مدة خمسمائة سنة.
وعند ذلك قال بعض علماء فرقة الشيعة هل ترى الآن علينا ملامة لأحد من المسلمين في تمسكنا باعتقادنا وكتاب ربنا وعترة نبينا وهل كان يسعنا أو يسع غيرنا من سائر المسلمين غير ما اعتقدناه وحققناه فنحن مستمرون على اعتقاد وجوب حفظ نبينا محمد في مخلفه وعترته من بني هاشم والوفاء لذلك الحق