وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد (١).
٢٥٣ ـ ومن ذلك ما رواه الثعلبي بإسناده في تفسير قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " (٢) قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال قولوا " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " (٣).
(قال عبد المحمود بن داود) : ومن عجيب ما رأيت أنني وقفت على هذه الأحاديث في كتبهم المذكورة ولما ذكروا النبي (ص) قالوا صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا وآله! وهذا هو العناد القبيح والجهل الصريح وأما كتبهم فإني قد وقفت على شئ كثير من مجلداتهم وسمعت محاوراتهم فما رأيت في شئ مما وقفت عليه بخطوطهم ذكر الصلاة على آله عند الصلاة عليه إلا عند خاتمة المجلدات والمكاتبات في بعض دون بعض.
ومن طرائف أمورهم أنهم قد رووا مثل هذه الأحاديث وصحت عندهم وهي تتضمن أن محمدا (ص) قد أجرى آله مجرى نفسه في تعظيم الصلاة عليه وقال الشافعي في رواية التنوخي عنه : إن الصلاة على النبي وآله فريضة في الصلاة وقال أبو حنيفة : الصلاة على النبي وآله فريضة في الصلاة فأين
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ٣٠٥ ، والبحار : ٢٧ / ٢٥٨ ، ومالك في الموطأ : ١ / ١٣٨.
(٢) الأحزاب : ٥٦.
(٣) إحقاق الحق عن الثعلبي : ٩ / ٥٤٠ ، والبحار : ٢٧ / ٢٥٨ ، والطبري في تفسيره : ٢٢ / ٣١ و ٣٢.