عن رسول الله (ص) عن الله تعالى من الغائبات منهم عثمان بن سعيد العمري المدفون بقطقطان من الجانب الغربي ببغداد ومنهم ولده أبو جعفر بن عثمان بن سعيد العمري ومنهم أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي ومنهم علي بن محمد السمري رضوان عليهم.
وقد ذكر نصر بن علي الجهضمي في تاريخ أهل البيت وقد تقدم ذكره قبل هذا الموضع برواية رجال الأربعة المذاهب حال هؤلاء الوكلاء وأسمائهم وإنهم كانوا وكلاء المهدي عليه السلام وأمرهم أشهر من أن يحتاج إلى الإطالة في هذا الكتاب وكان هؤلاء الوكلاء من أعيان الصالحين وخيار المسلمين وكان كلما قرب وفاة أحد منهم عين المهدي عليه السلام على من يقوم مقامه بآيات وكرامات شاهدة بتصديق ذلك ورواياتهم منقولة وأنسابهم وسيرتهم
وقبورهم معلومة ولو خالط هؤلاء الأربعة المذاهب علماء الشيعة واطلعوا على كتبهم ورواياتهم في المعنى علموا صحة ما قلنا ضرورة وتواترا.
ولما بلغ الأمر إلى علي بن محمد السمري ذكر أن المهدي (ع) قد عرفه أن ينتقل إلى الله وكشف له عن يوم وفاته وأنه قد تقدم إليه أن لا يوكل أحدا غيره وأن قد جاءت الغيبة التامة التي يمتحن فيها المؤمنون وهذه سنة من الله تعالى قد كان أمثالها في عباده وبلاده يشهد بها التواريخ وأخبار الأنبياء وقال سبحانه في كتابه ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين فتوفى علي محمد السمري رضي الله عنه في الوقت الذي أشار إليه.
ولقد لقي المهدي (ع) خلق كثير بعد ذلك من شيعته وغيرهم وظهر لهم على يده من الدلائل ما ثبت عندهم وعند من أخبروه أنه هو عليه وعلى