وطرا زوجناكها " (١) حديثين متفقا عليهما ، وعن زوجته صفية بنت حي بن أخطب حديثا واحدا متفقا عليه ، وعن سودة بنت زمعة زوجته حديثا واحدا مختلفا فيه ، وعن ابنته فاطمة التي شهدوا لها بتلك المدائح التي تقدم ذكرها وأنها سيدة نساء العالمين التي صاحبت نبيهم من حين ولادتها إلى حين وفاته حديثين فحسب مع شهادتهم أن نبيهم كان يفضلها على نسائه وغيرهن ويختص بها مع كمال عقلها ، فكيف اختصوا بعائشة دون نساء نبيهم ورووا عنها واستمعوا منها واستكثروا في صحاحهم من رواياتها ، مع ما رووا من كون نبيهم كان قد استوعب أكثر أوقاته الرجال ، وكان ليلة عائشة كليلة غيرها وأوقاته في الليلة موزعة في غير ذلك.
٣١٦ ـ فروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في المتفق عليه في الحديث الثلاثين من مسند أبي سعيد الخدري قال : قالت النساء للنبي " ص " : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك ، فوعدهن يوما لقاهن فيه فوعظهن وأمرهن هذا لفظ الحديث.
(قال عبد المحمود) : ثم قد رووا عنها أنها كانت من النقصان إلى حد أنها تلعب باللعب (٢) بحضرة نبيهم ، وتقف تتفرج على الحبشة إذا لعبوا بحرابهم (٣).
٣١٧ ـ فمن رواياتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الثاني والثمانين من المتفق عليه من مسند عائشة قالت : كنت ألعب بالبنات (٤) رسول الله " ص " وكان لي صواحب يلعبن معي ، وكان
__________________
(١) الأحزاب : ٣٧.
(٢) قال : في أقرب الموارد : اللعبة بالضم اسم من اللعب ، يقال لمن اللعبة والتمثال وجرم ما يلعب به كالشطرنج ونحوه ـ انتهى موضع الحاجة.
(٣) راجع صحيح مسلم : ٢ / ٦٠٩.
(٤) قال في أقرب الموارد : البنات التماثيل الصغار تلعب بها الجواري ، وفي حديث عائشة " كنت ألعب مع الجواري بالبنات ".