الحصين وسلمة بن سلامة الأشهلي فقال : أخرجوا أو لنحرقنها عليكم (١).
٣٤٤ ـ وذكر ابن جيرانة في غرره قال زيد بن أسلم : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه عن البيعة أن يبايعوا ، فقال عمر لفاطمة : أخرجي من في البيت وإلا أحرقته ومن فيه ، قال : وفي البيت علي والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي ، فقالت فاطمة : أفتحرق على ولدي؟ فقال : إي والله أو ليخرجن وليبايعن (٢).
٣٤٥ ـ وروى ابن عبد ربه وهو رجل معتزلي من أعيان المخالفين وممن لا يتهم في روايته عن أبي بكر وعمر قال في الجزء الرابع في كتاب العقد الفريد عند ذكر أسماء جماعة تخلفوا عن بيعة أبي بكر فقال ما هذا لفظه : وأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال : له إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة (٣).
وروى مثل ذلك صاحب كتاب أنفاس المحامل ونفائس الجواهر عن ابن سهلوه وقد ذكر عمر بن شيبة وهو من أعيان علمائهم في كتابه الذي سماه كتاب السقيفة طرفا من القبائح العظام التي جرت على بني هاشم وعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام في ذلك المقام.
(قال عبد المحمود) : في هذه الأحاديث عدة طرائف :
فمن طرائف الأحاديث المذكورة شهادتهم بصحة ما شهد به عمر من كون
__________________
(١) رواه الشهيد التستري في إحقاق الحق عنه : ٢ / ٣٧٠.
(٢) رواه الشهيد التستري في إحقاق الحق : ٢ / ٣٧٣.
(٣) العقد الفريد : ٣ / ٦٣ ط مصر ، وروى هذا الحديث ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ / ١٩.