ونأخذ حقوقهم ممن ظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا (١).
(قال عبد المحمود) : ما زلت أسمع علماء أهل البيت عليهم السلام يتألمون من أبي بكر وعمر بأخذ فدك من أمهم وقد وقفت على كتب لهم وروايات كثيرة عن سلفهم حتى أنهم يراعون حفظ حدود فدك كما يراعي المظلوم حفظ حدود ضيعته وملكه إذا غصب منه.
٣٥٠ ـ ومن ذلك ما رواه علي بن أسباط سئل أنه موسى بن جعفر عليه السلام عن حدود فدك فقال : حدها الأول عرش مصر والحد الثاني دومة الجندل والحد الثالث تيما والحد الرابع جبال أحد من المدينة (٢).
٣٥١ ـ ومن ذلك ما رواه علي بن أسباط رفعه إلى الرضا عليه السلام أن رجلا من أولاد البرامكة عرض لعلي بن موسى الرضا عليه السلام فقال له : ما تقول في أبي بكر؟ قال له : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فالح السائل عليه في كشف الجواب ، فقال عليه السلام : كانت لنا أم صالحة ماتت وهي عليهما ساخطة ولم يأتنا بعد موتها خبر أنها رضيت عنهما.
(قال عبد المحمود) : وعلماء أهل البيت عليهم السلام لا يحصى عددهم وعدد شيعتهم إلا الله تعالى ، وما رأيت ولا سمعت عنهم أنهم يختلفون في أن أبا بكر وعمر ظلما أمهم فاطمة عليها السلام ظلما عظيما.
وذكر أبو هلال العسكري في كتاب أخبار الأوائل إن أول من رد فدكا على ورثة فاطمة عليها السلام عمر بن عبد العزيز ، وكان معاوية أقطعها لمروان ابن الحكم وعمرو بن عثمان ويزيد بن معاوية وجعلها بينهم أثلاثا ، ثم قبضت من ورثة فاطمة فردها عليهم السفاح ، ثم قبضت فردها عليهم المهدي ، ثم قبضت فردها عليهم المأمون كما تقدم شرحه.
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٢) راجع الكافي للكليني : ١ / ٤٥٦.