إذا عجز عن كل شيء أن يهب لها ما يخصها من الحصة التي ادعاها بشهادة في ميراث أبيها ويستوهب لها باقي فدك والعوالي من المسلمين أو يشتري ذلك منهم أفما كان لحق أبيها وحقها ما يوجب عليه وعلى المسلمين أن يؤثروها بذلك أو يبعثوا من يشتري لها ذلك.
ومن طريف ما رأيت من اعتذارهم لأبي بكر في ظلم فاطمة ع بنت نبيهم أن محمودا الخوارزمي ذكر في كتاب الفائق في الأصول لما استدلوا عليه بأن فاطمة صادقة وأنها من أهل الجنة فكيف يجوز الشك في دعواها لفدك وكيف يجوز أن يقال عنها أنها أرادت ظلم جميع المسلمين وأصرت على ذلك إلى الوفاة فقال الخوارزمي ما هذا لفظه إن كون فاطمة صادقة في دعواها وأنها من أهل الجنة لا توجب العمل بما تدعيه إلا ببينة.
قال الخوارزمي وإن أصحابه يقولون لا يكون حالها أعلى من حال نبيهم محمد ص ولو ادعى نبيهم محمد مالا على ذمي وحكم حكما ما كان للحكم أن يحكم له لنبوته وكونه من أهل الجنة إلا ببينة.
قال عبد المحمود أما تضحك العقول الصحيحة من هذا الكلام كيف يعدون هؤلاء من أهل الإسلام ويزعمون أنهم قد صدقوا نبيهم في التحريم والتحليل والعطاء والمنع وكل شيء ذكره لنفسه أو لغيره ويكذبونه أو يشكون في صدقه في الدعوى على ذمي حتى يقوم ببينة إن هذا عقل ضعيف ودين سخيف.
ومن طريف ذلك أن البينة ما عرفوا ثبوتها وصحة العمل بها إلا من نبيهم ويكون ثبوت صدقه الآن في الدعوى على الذمي بالبينة.
ومن طريف ما تجدد في هذا المعنى أن فاطمة بنت نبيهم المشهود لها بالفضائل وأنها سيدة نساء أهل الجنة يكذبونها ويكذبون شهودها ويطعنون