هذا المقصود من الحديث قد نقلناه بألفاظه.
(قال عبد المحمود) : كيف حسن من رجال الأربعة المذاهب وعلمائهم أن يشهدوا على خليفتهم عمر بمثل هذه الأفعال والأقوال في صحاح أخبارهم ، فإنك إذا نظرت إلى هذا الحديث بعقل صحيح وقلب سليم ظهر لك ما جرت الحال عليه وتحققت ما تقدمت الإشارة إليه. ثم تفكر في أمور تضمنها حديثهم هذا عنه ما كنت ذكرتها لك قبل.
منها قول عمر : إن أبا بكر قال : أنا ولي رسول الله " ص " سبحان الله من جعل لأبي بكر أن يقول مثل هذا القول؟ وكيف جاز له مثل هذه الدعوى العظيمة ويشهد لنفسه بهذا المقام يحتاج إلى تصديق من الله ورسوله؟ ومن شيم الأولياء أن لا يزكوا أنفسهم لما تضمنه كتابهم " ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " وهل أبو بكر إلا رجل مات رسولهم محمد " ص " وقد جعله رعية من جملة رعايا أسامة زيد ، وقد شهدوا على أبي بكر بأفعال وأقوال
__________________
ـ أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا). قال : فقسم رسول الله (ص) بينكم أموال بنى النضير ، فوالله ما استأثر عليكم ولا اخذها دونكم حتى بقى هذا المال ، فكان رسول الله (ص) يأخذ منه نفقه سنة ، ثم يجعل ما بقي أسوة المال ، ثم قال : أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماء والارض أتعلمون ذلك؟ قالوا : نعم ، نشد عباساً وعلياً بمثل ما نشد به القوم : أتعلمان ذلك؟ قالا : نعم.
وأما بقية الحديث فقلت : ان شئتم دفعتها اليكما على ان عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله (ص) فأخذتماها بذلك ، قال : أكذلك؟ قالا : نعم. قال ثم جئتماني الاقضى بينكما ، ولا والله لا أقضى بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما عنها فرداها الي.
ورواه البخاري في صحيحه : ٨ / ١٤٦ ـ ١٤٧.