" ص " لها بذلك كفر ، واختلف المسلمون في عائشة اختلافا عظيما فذهب كثير من المسلمين إلى تكفيرها بخروجها على بني هاشم وحربها لهم وطعنها في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام بعد صحة إمامته عند كافة المسلمين وثبوت مبايعته ، وقتلها بسبب ذلك الخروج نحو ستة عشر ألفا ما بين صحابي إلى مسلم ومؤمن ، ومع ما رووا أنها من جملة من أفشى سر رسول الله " ص " وآذاه وقد تضمن كتابهم في قوله تعالى " فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " (١).
وقد تقدم في رواية الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن عمر بن الخطاب خليفة أبيها قد شهد عليها بذلك.
وإذا كانت قد آذت نبيهم بإفشاء سره والتظاهر عليه فكيف يكون حالها مع ما تضمنه كتابهم " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة " (٢)
وذكر الغزالي في كتاب النكاح من سوء صحبتها أشياء : منها أنه جرى بينه وبين عائشة كلام حتى أدخلا بينهما أبا بكر حكما واستشهده ، لها رسول الله " ص " : تكلمين أو أتكلم. فقالت : بل تكلم ولا تقل إلا حقا ـ الخبر (٣).
(قال عبد المحمود) : فهل يجوز أن يشك عاقل قد قرء الأخبار وعرف الأحوال في سقوط منزلة عائشة عن درجة خديجة بل عن درجات سائر نسائه؟ بل كيف يثبت قدم في مدحها بالإسلام. وأما رواية الغزالي فكيف يجوز أن تجيب نبيهم بهذا الجواب؟ وهل يقول نبيهم غير الحق؟ أما سمعوا في كتابهم
__________________
(١) التحريم : ٤.
(٢) الأحزاب : ٥٧.
(٣) الغزالي في إحياء علوم الدين : ٢ / ٤٣ ، وأخرجه في ذيله عن الطبراني في الأوسط والخطيب في التاريخ بسند ضعيف.