الخليفة من بني العباس المدفون بين يدي الرصافة المعروف ، وقد ذكر ذلك جماعة من أصحاب التواريخ فمنهم ثابت بن سنان ذكره في الجزء السابع من تاريخه الخبر في كثير من ربطهم ومدارسهم فقال ما هذا لفظه : وروي أن يوم السبت لعشر خلون من جمادى الآخرة ركب بدر الحرسي صاحب الشرطة فنادى في جانبي بغداد في أصحاب أبي محمد البربهازي الحنابلة لا يجتمع منهم نفسان في موضع واحد وحبس جماعة واستتر أبو البربهازي.
ووقع الخليفة الراضي بالله إلى الحنابلة توقيعا نسخته :
"بسم الله الرحمن الرحيم. من نافق بإظهار الدين وتوثب على المسلمين وأكل به أموال المعاهدين كان قريبا من سخط رب العالمين وغضب الله عليه وجعله من الضالين وقد تأمل الراضي بالله جماعتكم وكشفت له الخبرة عن مذهب صاحبكم فوجده كاللعين إبليس يزين لحزبه المحظور ويركب بهم صعاب الأمور ويدنى لهم حبل الغرور ، فمن ذلك تشاغلهم بالكلام في رب العزة تباركت أسماؤه وفي نبيه وفي عرشه وفي كرسيه ، وكطعنكم على خيار الأمة ونسبتكم شيعة أهل بيت نبيكم إلى الضلال وإرصادكم لهم بالمكابرة في الطرقات والمحال واستدعائكم المسلمين إلى الدين بالبدع الظاهرة والمذاهب الفاجرة التي لا يشهد بها القرآن ولا يقتضيها فرائض الرحمن ، وإنكاركم لزيارة قبور الأئمة عليهم الإسلام وتشنيعكم على زوارها بالبدع وأنكم مع ذلك تتفقون وتجتمعون لقصد رجل من العامة ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ليس بذي شرف ولا نسب برسول الله " ص " وتأمرون بزيارته والخشوع لدى تربته والخضوع حضرته ، فلعن الله رأيا حملكم على هذه المنكرات ما أرداه وشيطانا زينها لكم ما أغواه ، والراضي بالله يقسم بالله قسما بتة يلزمه الوفاء به لأن لم تنصرفوا عن مذموم مذهبكم ومعوج طريقتكم ليوسعنكم