الطرائف ما يتعجب منه أهل المعارف.
ومن طريف ذلك أن عمر بعد ما أخبره نبيهم بالجواب عن سؤاله واعتذر عن دخول مكة ، لا يلتفت عمر إلى جواب نبيهم ولا اعتذاره ويأتي إلى أبي بكر فيعبد عليه تلك المواقفة وشكه في الإسلام ويلتمس من أبي بكر الجواب فأعاد عليه أبو بكر ما سمعه من نبيهم من الاعتذار ولزم الأدب على سائر الأسباب فلو كان عمر قد قنع بجواب نبيهم أو اعتذاره ما أعاد المواقفة عند أبي بكر.
ومن طريف ذلك إقدامه على نبيهم بهذه المواقفة في مثل تلك الحال من الصلح وشدة الحاجة إلى عون المسلمين لنبيهم بالقول والفعل ، أو كان ذلك الموقف موقف تعنيف وتخجيل وفتح لأبواب الشك في النبوة وتقوية حجة سهيل بن عمرو والكفار؟ أما يدل هذا على ضلال هائل وجهل خاذل.
ومن طريف ذلك أنه بعد قول نبيهم لعمر أنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، يقول له عمر : أوليس كنت تحدثنا إنا سنأتي البيت ونطوف به ، أما هذا تكذيب صريح لنبيهم واستخفاف لنبوته وكسر لحرمته.
ومن طريف ما رووه وصححوه من إنكار عمر على نبيهم ومعارضته له ما ذكره الحميدي أيضا في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع والثلاثين من مسند عائشة من المتفق عليه على صحته في حديث عروة عنها قالت : أعتم (١) النبي " ص " بالعشاء حتى ناداه عمر للصلاة فقال : نام الصبيان والنساء ، فخرج.
وفي رواية ابن شهاب أن رسول الله قال : وما كان لكم أن تنزروا (٢) رسول الله " ص " على الصلاة وذاك حين صاح عمر بن الخطاب (٣).
__________________
(١) اعتم أي أخرها حتى اشتدت عتمة الليل وهي ظلمته.
(٢) أن تنزروا أي لا تلحوا عليه.
(٣) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ٤٤١.