ومن طريف ذلك أن عمر تقدم على تغليط ربهم ونبيهم ويستدرك عليهما أترى ما كان الله عالما بالصواب والمصلحة بالاجتماع على قارئ واحد في نوافل شهر رمضان؟ أو إن الله أهمل ذلك مع العلم بأن الاجتماع أفضل وأنه من تمام الشرع فكان عمر أشفق على المسلمين وأعرف بمصلحتهم من ربهم ونبيهم.
أترى أن الله أوحى إلى نبيهم فكتمه عنهم أو أنه لم يكتمه وأداه إليهم فأهملوه ولم يعمل به أبو بكر ولا المسلمون حتى غلطهم عمر واستدرك عليهم وأن لعمر أن يزيد في شريعة نبيهم وينقص منها بحسب ما يراه ، أتراهم نسوا ما تضمنه كتابهم " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (١) وفي موضع آخر " فأولئك هم الفاسقون " وفي موضع آخر " فأولئك هم الظالمون ".
أما رووا في صحاحهم في كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي من مسند عائشة في الحديث الثاني عشر من المتفق عليه قالت : قال رسول الله " ص " : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فهو رد ، وفي الحديث المذكور من حديث سعد بن إبراهيم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٢).
ومن طريف ما رووه في امتناع نبيهم في الاجتماع في نوافل شهر رمضان ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين أيضا في مسند أنس بن مالك في الحديث التاسع بعد المائة من المتفق عليه قال : كان رسول الله " ص " يصلي في رمضان ، فجئت فقمت إلى جنبه ، وجاء رجل آخر فقام أيضا حتى كنا رهطا ، فلما أحس النبي أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ، ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال : فقلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة؟ فقال :
__________________
(١) ثا المدة : ٤٤ و ٤٥ و ٤٧.
(٢) رواه مسلم في صحيحه : ٣ / ١٣٤٣ و ١٣٤٤.