هذه المسألة عمر بن الخطاب ، ورووه في غير كتاب الأوائل بما هذا لفظه : عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود أنه قال : التقيت أنا وزفر بن أويس النظري فقلنا نمضي إلى ابن عباس فمضينا يحدثنا فكان مما تحدث قال : سبحان الله الذي أحصى رمل عالج عددا جعل في المال نصفا ونصفا وثلثا ذهب النقصان بالمال فأين الثلث إنما جعل نصفا ونصفا وأثلاثا وأرباعا ، وأيم الله لو قدموا من قدمه الله وأخروا من أخره ما عالت الفريضة قط قلت : من الذي قدمه الله ومن الذي أخره الله؟ قال : الذي أهبط الله من فرض إلى فرض فهو الذي قدمه ، ومن أهبطه من فرض إلى ما بقي فهو الذي أخره الله فقلت : من أول من أعال الفرائض قال : عمر بن الخطاب.
(قال عبد المحمود) : كيف حسن رضاهم بخليفة يشهدون عليه أنه بلغ من النقصان وعدم علم القرآن والطعن على الله ورسوله إلى هذه الغايات ، ليتهم أما ما كانوا رضوه أو حيث رضوه أسقطوا عنه مثل هذه الروايات.
ومن طريف ما بلغوا إليه من القدح في أصل خليفتهم ، وإن جدته صهاك الحبشية ولدته من سفاح يعني من زنا ، ثم يروون أن ولد الزنا لا ينجب ، ثم مع هذا التناقض يدعون أنه أنجب ويكذبون أنفسهم ولو عقلوا لاستقبحوا أن يولوا خليفة ، ثم شهدوا أنه ولد الزنا.
فمن روايتهم في ذلك ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي وهو من رجالهم في كتاب المثالب فقال ما هذا لفظه في عدد جملة من ولدوا من سفاح : روى هشام عن أبيه قال : كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.
فهل بلغت الشيعة أقبح من هذه الأسباب.
ومن طرائف ما قصدوا به مدح عمر بن الخطاب وحصلوا في ذمه ما ذكره