ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون " (١) فلما بلغ عثمان ما أنزل الله فيه أتى النبي " ص " فأقر لعلي بالحق وشركه في الأرض.
ومن طرائف ما شهدوا به على طلحة وعثمان من شكهما في الإسلام وشهادة الله عليهما بالكفر بعد إظهار الإيمان ما ذكره السدي في كتاب تفسيره في تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " (٢).
قال السدي لما أصيب أصحاب النبي " ص " بأحد قال عثمان : لألحقن بالشام فإن لي به صديقا من اليهود يقال له دهلك فلآخذن منه أمانا فإني أخاف أن يدال علينا اليهود ، وقال طلحة بن عبيد الله لأخرجن أي الشام فإن لي صديقا من النصارى فلآخذن منه أمانا فإني أخاف أن يدال علينا النصارى قال السدي فأراد أحدهما أن يتهود والآخر أن يتنصر قال : فأقبل طلحة على النبي " ص " وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام فاستأذنه طلحة في المسير إلى الشام وقال : إن لي بها مالا آخذه ، ثم انصرف فقال له النبي " ص " عن مثل هذا الحال تخذلنا وتخرج وتدعنا ، فأكثر على النبي " ص " من الاستيذان فغضب علي فقال يا رسول الله ائذن لابن الحضرمية فوالله ما عز من نصر ولا ذل من خذل فكف طلحة عن الاستيذان عند ذلك فأنزل الله عز وجل فيهم " ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم " (٣) يعني أولئك يقول إنه يحلف لكم إنه مؤمن معكم فحبط عمله بما دخل فيه من أمر
__________________
(١) النور : ٤٨ ـ ٥٠.
(٢) المائدة : ٥٧.
(٣) المائدة : ٥٣.