عليه السلام كان على ما يشهد به تواريخ العلماء من سائر أرباب المذاهب إذا كان في حروبه لا يظهر عليه إلا أنه يقهر معاوية ويكون هو في غاية الظافرية والغالبية وهذا جمع منه صلوات الله عليه بين الأضداد وخلاف سجايا من هو دونه من العباد.
ومن عجائب ذلك أنه كان قد صار بحيث لا يتصرف في ذاته ولا في صفاته وحركاته وسكناته لإرادته بل بحسب إرادة ربه ومولاه الذي يعلمه كأنه يراه ، وهذه آية باهرة وسر عظيم لمن عرف معناه.
ومن عجيب تصديق ما قلناه ما رأيت من جوابه عليه السلام لما سئل عن شئ من الأمور المتجددة له ، وهو أن محمد بن علي الرازي ذكر في كتاب الشفاء والجلاء في أوائل النصف الثاني من الكتاب فقال ما هذا لفظه : أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، عن علي بن بلال عمن ذكره ، عن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : لما أحضرني أمير المؤمنين عليه السلام وقد وجه أبا موسى الأشعري فقال له : احكم بكتاب الله ولا تجاوزه ، فلما أدبر قال : كأني به وقد خدع. قلت : يا أمير المؤمنين فلم توجهه وأنت تعلم أنه مخدوع؟ فقال : يا بني لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل هذا آخر الحديث المذكور.
أفلا ترى علمه بالأحوال وكمال جوابه عند السؤال وقوله لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل ولم يقل لو عملت أنا بعلمي ، يريد إنني أتصرف في نفسي وغيري بالله وفي الله ومن الله ولله ، وأن قد جعل إرادته إرادة الله وكراهيته كراهية الله ، وهو أكمل مقام العبد في الأدب مع الله ، فهل تجد في أمة محمد " ص " أحدا يقاربه أو يقارنه في الكمال.
ومن عجيب شريف آيات الله تعالى في علي بن أبي طالب عليه السلام إنك