من الزهاد كأبي ذر وسلمان وأبي الدرداء وكلهم كانوا فيه تلامذة علي عليه السلام ومنها الشجاعة وقد كان في الصحابة جماعة شجعان كأبي دجانة وخالد بن الوليد وكانت شجاعته أكثر نفعا من شجاعة الكل ، ألا ترى أن النبي " ص " قال يوم الأحزاب : لضربة علي خير من عبادة الثقلين ، وقال علي عليه السلام : والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية لكن بقوة إلهية ، ومنها السخاوة وقد كان في الصحابة جمع من الأسخياء وقد بلغ إخلاصه في سخاوته إلى أن أعطى ثلاثة أقراص فأنزل الله تعالى في حقه " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " ومنها حسن الخلق وقد كان مع غاية شجاعته وبسالته حسن الخلق جدا وقد بلغ فيه إلى حيث نسبه أعداؤه إلى الدعابة ، ومنها البعد عن الدنيا وظاهر أنه كان مع انفتاح أبواب الدنيا عليه لم يظهر التنعم والتلذذ ، وكان مع غاية شجاعته إذا شرع في صلاة التهجد وشرح في الدعوات والتضرعات إلى الله تعالى بلغ مبلغا لا يوازيه أحد ممن جاء بعده من الزهاد ، ولما ضربه ابن ملجم قال : فزت ورب الكعبة.
وأما الفضائل البدنية : فمنها القوة والشدة وكان فيهما عظيم الدرجة حتى قيل إنه كان يقطع الهام قطع الأقلام ، ومنها النسب العالي ومعلوم أن أشرف الأنساب هو القرب من رسول الله " ص " وهو كان أقرب الناس في النسب إلى رسول الله " ص " ، وأما العباس فإنه وإن كان عم رسول الله إلا أن العباس كان أخا لعبد الله والد رسول الله من الأب لا من الأم ، وأما أبو طالب فإنه كان أخا لعبد الله والد رسول الله من الأب والأم ، وأيضا فإن عليا عليه السلام كان هاشميا من الأب والأم لأنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأيضا أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم ، ومنها المصاهرة ولم يكن لأحد من الخلق مصاهرة مثل ما كانت له ، وأما عثمان فهو وإن شاركه في كونه صهر