وأما الماء فمن نهر الكوثر وأما المنديل فمن إستبرق الجنة من مثلك يا علي في ليلتك وجبرئيل يخدمك (١).
(قال عبد المحمود) لعل ابن المغازلي اختصر هذا الحديث وكان له عذر في إتمامه أو كان قد جرى المعنى لعلي بن أبي طالب مرة أخرى فأخبر أنس بالحالين وإلا فقد رواه صدر الأئمة عندهم أخطب خوارزم في المناقب فقال أنبأني مهذب الأئمة وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن أبي عثمان ويوسف الدقاق أخبرنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي حدثني أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد بن الحجاج الطبري بسارية طبرستان حدثني أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني أخبرني أبو عيسى إسماعيل بن إسحاق بن سليمان النصيبي حدثني محمد بن علي الكفرثوثي حدثني حميد بن زياد الطويل عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله (ص) صلاة العصر وأبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه قد سها وغفل ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم أوجز في صلاته وسلم ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليله البدر في وسط النجوم ثم جثا على ركبتيه وبسط قامته حتى تلألأ المسجد بنور وجهه ثم رمى بطرفه إلى الصف الأول يتفقد أصحابه رجلا رجلا ثم رمى بطرفه إلى الصف الثاني ثم رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا ثم كثرت الصفوف على رسول الله (ص) ثم قال ما لي لا أرى ابن عمي علي بن أبي طالب؟ فأجابه علي من آخر الصفوف وهو يقول لبيك لبيك يا رسول الله فنادى النبي (ص) بأعلى صوته : ادن مني يا علي فما زال علي يتخطى رقاب المهاجرين والأنصار حتى دنا المرتضى من المصطفى فقال له النبي (ص) : يا علي ما الذي خلفك عن الصف الأول؟
__________________
(١) المناقب ٩٤ ـ ٩٥.