فبعث عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد في ذلك وعرفهم ما عرفه الله تعالى به وإن الكتاب مع الجارية سارة فوجدوها في بطن خاخ على ما وصفه رسول الله (ص) لهم فحلفت أنه ليس معها كتاب ففتشوها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي (ع) : والله ما كذبنا وسل سيفه وقال : أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنك ولأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجت الكتاب فأخذه فأتى به النبي (ص) (١).
(قال عبد المحمود) : أنظر رحمك حال علي (ع) وحال عمر وطلحة والزبير الذين نازعوا عليا (ع) على الخلافة وتعجب من قول مسلم والبخاري على ما رواه الثعلبي والواحدي عنهما ، وقد شهد غيرهما ممن روى الحديث أن عمر وطلحة والزبير هموا بالرجوع. ليت شعري بأي وجه كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد كذبوه وصدقوا امرأة ناقصة العقل والدين وبأي وجه كانوا يقدمون على الله تعالى وقد جعلوا خبر امرأة واحدة أصدق من خبره وهو قوله تعالى " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " وهل ترى لهؤلاء يقينا سليما أو دينا مستقيما وأما المقداد وعمار وأبو مرثد فقد روت الشيعة أنهم ما كانوا في هذه الواقعة وما كانوا يتقدمون على علي (ع) في شئ.
١٣٨ ـ ومن ذلك ما رواه من طريقهم برجالهم ما ذكره شيخ المحدثين ببغداد في تقديمه على تاريخ الخطيب في المجلد الثالث عشر عن محمد بن حماد الطهراني قال خيرني هشام بن عبد الملك من أرض الحجاز إلى أرض الشام فاخترت البلقاء فوجدت فيها جبلا أسود مكتوب عليه بالأندر ما هو من سلب آل عمران فسألت عمن يقرؤه فجاؤوا بشيخ قد كبرت سنه قال ما أعجب ما عليه
__________________
(١) أسباب النزول : ٣١٥ ، والبحار ٣٦ / ١٦٨ ، والبخاري في صحيحه ٦ / ٦٠.