ينفك عنه احيانا بان يحصل الواجب من دون تلك المقدمة العادية مثلا جرت العادة فى قطع مسافة الحج بالركوب وامكن المشي راجلا على خلاف العادة ولا يخفى ان مثل هذه المقدمة خارجة عن محل النزاع لانتفاء ملاك المقدمية الذى هو انتفاء الواجب عند انتفائها. نعم المقدمة العادية بالمعنى الأول داخلة في محل النزاع كالعقلية والشرعية لوجود الملاك فيها فان الكون على السطح ينتفى عند عدم السلم عادة ولذا قال الاستاذ قدسسره في الكفاية برجوعها الى العقلية بالمعنى الأخير ما لفظه (ضرورة استحالة الصعود بدون النصب عقلا لغير الطائر فعلا وان كان طيرانه ممكنا ذاتا (١) هذا ولكن
__________________
(١) يمكن ان يكون المراد من جعل المقدمة العادية مقابلة للعقلية من حيث هي من دون نظر الى انه ممن ليس بطائر فعلا وليس له خرق العادة فانه لا يكون التوقف حينئذ عقليا لامكان خرق العادة مثلا بالطيران كالحصول في المكان البعيد فإنه فى حد ذاته ممكن بدون قطع المسافة إلا انه خارق العادة وكونه لا يحصل إلا بخرق العادة لا يوجب كونه ممتنعا حتى يكون التوقف على ما جرت به العادة عقليا فان خرق العادة انما يتعلق بالممكنات دون الممتنعات كجمع النقيضين نعم هو ممتنع لمن ليس له خرق العادة وحينئذ يكون التوقف عقليا وعلى ذلك حمل العبارة بعض السادة الاجلة قدسسره قال : وينبغي ان يضاف الى قوله لغير الطائر عقلا كلمة ومن ليس له خرق العادة ليتم التوقف العقلى وكذا ينبغي ان يبدل الضمير من قوله وان كان طيرانه ممكنا ذاتا بالالف واللام على لفظ الطيران لأن طيران غير الطائر فعلا اذا كان ممكنا ذاتا يكون التوقف عقليا. هذا والتحقيق ان الكون على السطح يتوقف عقلا على طي المسافة وعلى نصب السلم إلا ان مقدمية الأول مما يقتضيه العقل لاستحالة الطفرة والثاني مقدميته مما يقتضيه طبع الجسم من دون قاسر فان طبعه ثقيل ففى الاستحالة يشتركان فانه يمتنع الكون على السطح بلا طي مسافة