وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) [سورة الحج آية رقم ٥٢].
وبقوله تعالى : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) [سورة الكهف آية رقم ٢٣ ، ٢٤].
وأن الوحي امتسك عنه عليهالسلام لتركه الاستثناء إذ سأله اليهود عن الروح ، وعن ذي القرنين ، وأصحاب الكهف ، وبقوله تعالى : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) [سورة الأحزاب آية رقم ٣٧].
وبما روي من قوله عليهالسلام : «لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة» (١) إذ قبل الفداء وترك قتل الأسرى ببدر. وبما روي من قوله عليهالسلام : «لو نزل عذاب ما نجا منه إلا عمر». (٢)
لأن عمر أشار بقتلهم.
وذكروا أنه عليهالسلام مال إلى رأي بكر في الفداء والاستبقاء.
وبقوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [سورة الفتح : ٢].
قالوا : فإن لم يكن له ذنب فما ذا غفر له؟ وبأي شيء امتن الله عليه في ذلك ..؟
وبقوله صلىاللهعليهوسلم : «ولو دعيت إلى ما دعي إليه يوسف لأجبت». (٣)
فإنما هذا إذ دعي إلى الخروج من السجن فلم يجب إلى الخروج حتى قال للرسول : ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهم إن ربي بكيدهن عليم.
فأمسك عن الخروج من السجن وقد دعي إلى الخروج عنه حتى اعترف النسوة بذنبهم وبراءته وتيقن بذلك من كان شك فيه فأخبر محمد صلىاللهعليهوسلم أنه لو دعي إلى الخروج من السجن لأجاب ، وهذا التفسير منصوص في الحديث نفسه ، كما ذكرنا من كلامه عليهالسلام :
__________________
(١) جزء من حديث طويل عن عمر بن الخطّاب رواه مسلم في الجهاد والسير (حديث رقم ٥٨) وأحمد في المسند (١ / ٣١ ، ٣٣).
(٢) أورده الطبري في تفسيره (١٠ / ٣٤) والقرطبي في تفسيره (٨ / ٤٧) والسيوطي في الدر المنثور (٣ / ٢٠٣).
(٣) رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١١ و ١٩ ، وتفسير سورة ١٢ باب ٥. ومسلم في الإيمان حديث ٢٣٨. والترمذي في تفسير سورة ١٢ باب ١.