ومتى طلق المرء زوجته؟ أطلقها وهي غير مطلقة فهي مطلقة غير مطلقة معا؟ أم طلقها وهي مطلقة ، فما الذي أثر فيها طلاقه؟ ومتى مات المرء أفي حياته أم مات وهو ميت؟ ومثل هذا كثير.
قال أبو محمد : وهذه كلها سفسطة مجردة ، وسؤالات سخيفة مموهة ، والحق فيها أن تفريق النار أجزاء العود هو المسمى إحراقا ، وليس الإحراق شيئا غير ذلك ، وقولهم : هل أحرقته وهو محرق تخليط ، لأن ابتداء الإحراق هو ابتداء زوال ، لأن لا إحراق ولا كسر ثم كذلك في سائر ما قلنا. وهذه الأسئلة فيها إيهام أن الإحراق غير الإحراق ، وهذه سخافة.
وكذلك كسر العود إنما هو إخراجه عن حال الصحة ، والكسر نفسه هو حال العود حينئذ وكذلك إخراج العبد من الرق إلى العتق هو عتقه ولا مزيد ، ليست له حال أخرى.
وكذلك خروج المرأة من الزوجية إلى الطلاق : هو تطليقها نفسه.
وكذلك فراق الروح الجسد هو الإماتة ، وهو الموت نفسه ولا مزيد ليست هاهنا حالة أخرى وقع فيها ، وبالله تعالى التوفيق.