كما اجتمعت في الله عزوجل؟ إن هذا الإلحاد والاستخفاف بالله تعالى ، لا ندري كيف تكلم ، وأنطق لسانه من يعرف أن الله تعالى لم يكن له كفوا أحد ..؟ وو الله إن صفات الكمال في الملائكة لأكثر منها في آدم ، وإنّ صفات الاثنين التي شاركوا فيها آدم عليهالسلام كصفات الجن ، ولا فرق بين الحياة والعلم والقوّة والتناسل ، وغير ذلك ، فالكل على هذا على صورة الله تعالى.
هذا القول الملعون قائله. ونعوذ بالله من الضلال ، وكذلك ما صحّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم عن يوم القيامة : «إنّ الله عزوجل يكشف عن ساق ، فيخرون سجّدا» (١).
فهو كما قال عزوجل : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) [سورة القلم : ٤٢].
وإنما هذا إخبار عن شدة الأمر ، وهول الموقف ، كما يقال : «قد شمّرت الحرب عن ساقها».
قال جرير :
ألا ربّ سامي الطّرف من آل مازن |
|
إذا شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا |
والعجب ممن ينكر هذه الأخبار الصحاح ، وإنما جاءت بما جاء به القرآن نصّا ، ولكن من ضاق علمه أنكر ما لا علم له به ، وقد عاب الله هذا فقال :
(بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) [سورة يونس : ٣٩].
واختلف الناس في الأمر ، والرّحمة ، والعزّة.
فقال قوم : هي صفات ذات لم تزل.
وقال آخرون : لم يزل الله تعالى : هو الله العزيز ، الحكيم ، بذاته. وأمّا الرّحمة ، والأمر : فمخلوقان.
قال أبو محمد : والرجوع عند الاختلاف إنما هو إلى القرآن ، وكلام الرسول صلىاللهعليهوسلم ، قال تعالى : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [سورة النساء : ٥٩].
ففعلنا فوجدنا الله تعالى يقول : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) [سورة النساء : ٤٧].
__________________
(١) جزء من حديث طويل رواه البخاري في التوحيد باب ٢٤ ، وتفسير سورة ٦٨ باب ٢. ومسلم في الإيمان حديث ٣٠٢ ، والدارمي في الرقاق باب ٨٣. وأحمد في المسند (٣ / ١٧).