الحكم بالقياس ، لأنهم لا يقرون على منكر فما وجب إقرارهم على المنكر من النبي صلىاللهعليهوسلم حاشى لله من هذا ، وأنكر إقرارهم على القياس لو كان منكرا ، فجمع في هذا المناقضة والكذب في دعوى القياس على الصحابة ، ودعوى معرفة جميعهم بقياس من قاس منهم ودعوى أنهم لم ينكروه ، وهذه صفات الكذّابين المتلاعبين بالدّين. ومن طوامّهم ما حكاه السّمناني عن الباقلاني أنه قال : واختلفوا في وجوب كون النبي صلىاللهعليهوسلم أفضل أهل وقته في حال الرسالة وما بعدها إلى حين موته ، فأوجب ذلك قائلون وأسقطه آخرون. قال الباقلاني : وهذا هو الصحيح وبه نقول.
قال أبو محمد : هذا والله الكفر الذي لا خفاء به إذ جوز أن يكون أحد ممن في عصر النبي صلىاللهعليهوسلم فما بعده أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما أنكرنا على أحمد بن خابط إلا دون هذا ، إذ قال : إن أبا ذر كان أزهد من النبي صلىاللهعليهوسلم. هذا مع قول هذا المستخف الباقلاني الذي ذكره عنه السّمناني في كتابه الكبير في كتاب الإمامة منه أن من شرط الإمام أن يكون الإمام أفضل أهل زمانه.
قال أبو محمد : يا للعبارة بالدين يجوز عند هذا الكافر أن يكون في الناس غير الرسل أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا يجوز عنده أن يلي الإمامة أحد يوجد في الناس أحد أفضل منه؟! ثم حمقه أيضا في هذا حمق عتيق ، لأنه تكليف ما لا يطاق ، ولا سبيل إلى القطع بفضل أحد على أحد إلا بنص من الله تعالى ، فكيف يحاط بالأفضل من قريش وهم مبثوثون من أقصى السند وكابل ومكران إلى الأشبونة ، إلى سلا فسواحل البحر المحيط ومن سواحل بحر اليمن ، إلى ثغور أرمينية وأذربيجان فما بين ذلك؟ اللهم العن من لا يستحيي! ومن العجب أن هذا النذل الباقلاني قطع بخلاف الإجماع وقد أجاز مالك لمن قرأ عند أبي حنيفة في إجازته القراءة بالفارسية ، وصرح بأن ترتيب الآيات في القرآن إجماع ، وقد أجاز مالك لمن قرأ عند غروب الشمس وطلوعها فجاءت آية سجدة أن يصل التي قبلها بالتي بعدها ، أفلا يستحي هذا الجاهل من أن يصف في قوله بأن بسم الله الرحمن الرحيم آية من أم القرآن ، وأن داود خالف الإجماع في قوله بإبطال القياس ، أفلا يستحي هذا الجاهل من أن يصف العلماء بصفته مع عظيم جهله بأن عاصما وابن كثير وغيرهما من القراء وطائفة من الصحابة تقول بقول الشافعي الذي جعله خلافا للإجماع ، وأنه لم يأت قط عن أحد من الصحابة إيجاب الحكم بالقياس من طريق تثبت ، وأنه قد قال بإنكاره ابن مسعود ومسروق والشعبي وغيرهم؟ ولكن من يضلل الله فلا هادي له. ومن عجائبه قوله : إن العامي إذا نزلت به