وكلمات التعظيم ، مثل : ( تعالى ، وعزّوجلّ و ... ). وكان الملاك الوحيد في حذف نسخة البدل هو كونها مغلوطة ولا وجه لها.
وأمّا كلمات الدعاء والتعظيم فقد اخترنا أقرب نسخة إلى سياق الحديث ، وأعرضنا عن ذكر بقيّة النسخ. نعم ، ذكرنا مقداراً قليلاً من الاختلافات الواقعة في خصوص كلمات التعظيم إذا كانت واردة في كلام الإمام عليهالسلام ، وبعض كلمات الدعاء في موارد خاصّة.
ثمّ إنّه لابدّ من الالتفات إلى أنّنا نرى أنّ نقل نسخ البدل في تصحيح هذا الكتاب بهذه السعة ضروريّة من جهات عديدة وهي :
١. تأثير بعض نسخ البدل التي يظهر منها أنّها قليلة الأهميّة في الاجتهاد المتداول في الحوزة العلميّة ، فمثلاً : جاء في الروايات كلمة فيها فاء التفريع في نسخة وفي نسخة اخرى جاءت نفس الكلمة معطوفة بواو العطف ، فسوف يتولّد هنا فهمان وتصوّران للرواية.
٢. يعدّ متن الكافي من المتون المهمّة ، فهو ليس من الكتب التأريخيّة التي تسرد لنا حوادث تأريخيّة أو قصصاً سالفة لايوثّر فيها استبدال كلمة باخرى ، بل هو نصوص حديثيّة يلزم رعاية الدقّة الشديدة في نقلها والتوجّه الخاصّ في كلمات المعصومين عليهمالسلام.
٣. الابتعاد عن استعمال الذوق في حذف نسخ البدل أو إثباتها.
٤. جلب اعتماد المخاطبين والقرّاء الكرام ؛ كي لا يتصوّر المحقّقون عامّة والمتخصّصون في علم الحديث أنّنا إنّما لم نذكر بعض نسخ البدل لقلّة أهمّيّتها أو لكونها لا تغيّر المعنى ، كي يقال : إنّها قد تكون لها تأثير في المعنى.
٥. ترك الطريق مفتوحاً أمام المخاطبين الكرام ومراجعي كتاب الكافي كي ينتخبوا متوناً اخرى ولعلّها أفضل ، وعدم تحميلهم ما انتخبناه.
وقد كلّفنا بهذا الأمر أحد أعمدة الحوزة العلميّة ، وكان يصرّ أن نذكر الحدّ الأكثر لنسخ البدل ، وكان يعتقد بأنّ هذا الأمر ـ مضافاً إلى كونه لا يوجب ضعف الكافي ـ سوف يقوّي متن الكافي ، ويمنحه أهمّيّة عالية ، وذكر بأنّ هذه الطريقة من أفضل الطرق المتّبعة لصيانة كلام المعصوم والدفاع عنه.