|
محمّد بن أبي عبد الله ، كان ثقة ، صحيح الحديث ، إلاّ أنّه روى عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجهاً ... (١). |
وقد أثنى عليه الشيخ في كتاب الغيبة ووثّقه بقوله : « وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم : أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي رحمهالله » (٢)
وقال الشيخ في آخر التوقيعات الواردة على أقوام ثقات : « ومات الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغيّر ، ولم يطعن عليه ، في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة » (٣).
وترضّى عليه الشيخ الصدوق ، وقدّم مايرويه على غيره في صورة التعارض. (٤)
هذا ، وأمّا ما قاله النجاشي في ترجمته بُعيد توثيقه صراحةً من أنّه كان يقول بالجبر والتشبيه ، فلا يمكن الإذعان له :
أوّلاً : إنّ اسم كتاب الأسدي في رجال النجاشي هو كتاب الجبر والاستطاعة ـ ولعلّ ذلك هو السبب في ما نسبه إليه ـ وأمّا اسمه في فهرست الشيخ فهو كتاب الردّ على أهل الاستطاعة ، ومن البعيد جدّاً أن يكون له كتابان أحدهما في الجبر والاستطاعة والآخر في الردّ على هذه المقولة ، والذي يدلّ على توهّم النجاشي باسم الكتاب ، وأنّ الصحيحَ ما ذكره الشيخ جملةٌ من الروايات الصحيحة الصريحة بردّ مقولات الحشويّة كالجبر والاستطاعة والرؤية وغيرها ، قد رواها كلّها ثقة الإسلام الكليني عن محمّد بن جعفر الأسدي. (٥)
وثانياً : شهادة شيخ الطائفة ورئيسها أنّ الأسدي رضى الله عنه مات على ظاهر العدالة ولم يطعن عليه في شيء ، شهادةٌ معتبرة محترمة مقدّمة على غيرها خصوصاً مع تأييدها بالأمر الأوّل.
__________________
(١) رجال النجاشي ، ص ٣٧٣ ، الرقم ١٠٢٠.
(٢) الغيبة للطوسي ، ص ٤١٥.
(٣) الغيبة للطوسي ، ص ٤١٧ ، ذيل ح ٣٩٤.
(٤) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٣ ، ح ٣١٧.
(٥) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب في قوله تعالى : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ... ) ، ح ٢٧١ ؛ وباب النهي عن الجسم والصورة ، ح ٢٨٨ و ٢٩٠ و ٢٩١ ؛ وباب جوامع التوحيد ، ح ٣٥٠ ؛ وباب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ، ح ٤١٢ و ٤١٣ ؛ وباب الاستطاعة ، ح ٤١٧.