[٦٦] (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا) أنفسكم (مِنْ دِيارِكُمْ) بلادكم (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) المخلصون جدا (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) من إطاعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والتحاكم إليه (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) لإيمانهم والمعنى إنا كلفناهم بشيء سهل يترتب عليه فائدة أحسن.
[٦٧] (وَإِذاً) أي إذا امتثلوا أمرنا (لَآتَيْناهُمْ) أعطيناهم (مِنْ لَدُنَّا) عندنا (أَجْراً عَظِيماً).
[٦٨] (وَلَهَدَيْناهُمْ) في أمورهم المستقبلة (صِراطاً مُسْتَقِيماً).
[٦٩] (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) يكون معهم ويحشر في زمرتهم (مِنَ النَّبِيِّينَ) بيان (الذين) (وَالصِّدِّيقِينَ) المداوم على التصديق (وَالشُّهَداءِ) الذي قتلوا في سبيل الله (وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فهم رفقاء للمطيع ، أي حسنت رفقة أولئك الأنبياء والشهداء.
[٧٠] (ذلِكَ) الثواب للمطيع (الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً) فهو يعلم بالمطيع فيجزيه على عمله.
[٧١] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) أي حذركم من الأعداء من اليقظة والسلاح (فَانْفِرُوا) اخرجوا إلى الحرب (ثُباتٍ) جمع (ثبة) بمعنى جماعات جماعات (أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) كتلة واحدة.
[٧٢] (وَإِنَّ مِنْكُمْ) الداخل في جماعتكم أيها المؤمنون (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ) وهم المنافقون الذين يتثاقلون عن الجهاد (فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) من القتل والهزيمة (قالَ) المثبّط (قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) أي لم أحضر معه حتى تشملني المصيبة.
[٧٣] (وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ) كالفتح والغنيمة (لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) أي محبة ، وهذه جملة معترضة ، بين القول والمقول (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ) حتى أفوز بالغنيمة (فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) من السمعة والغنيمة ، وهذا كلام من ليس في زمرة المسلمين ، إذ من في زمرتهم لا يقول : يا ليتني كنت معهم ، بل يكون معهم دائما ، وقد قال تعالى : (كأن لم تكن ...).
[٧٤] (فَلْيُقاتِلْ) أمر بالجهاد (فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) بأن يبيعوا الدنيا لشراء الآخرة (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ) على الكفار ، سواء قتل منهم أم لا (فَسَوْفَ) في الآخرة (نُؤْتِيهِ) نعطيه (أَجْراً عَظِيماً).