[١٤] (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) عهدهم الأكيد (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) من كتابهم الإنجيل ، تركوه حتى صار منسيا (فَأَغْرَيْنا) ألزمنا ، بسبب تحريفهم ونسيانهم (بَيْنَهُمُ) بين اليهود والنصارى (الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) وذلك سنة الله ، فإن من لا يعمل بأحكامه لا بد وأن يجزي جزاء عمله السيئ (وَسَوْفَ) في الآخرة (يُنَبِّئُهُمُ اللهُ) يخبرهم (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) من الكفر والمعاصي فيجازيهم عليها.
[١٥] (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يبين الأحكام التي حرفوها أو نسوها (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) مما ارتكبتم فلا يؤاخذكم عليه وذلك استدراج من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لهدايتهم (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَكِتابٌ) القرآن (مُبِينٌ) واضح.
[١٦] (يَهْدِي بِهِ اللهُ) أي بسبب هذا النور والكتاب (مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) بأن كان في سبيل تتبع رضا الله (سُبُلَ السَّلامِ) مفعول (يهدي) أي الطرق الموجبة للسلامة في الدنيا والآخرة (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ) مختلف ظلمات الحياة والآخرة (إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ) بلطفه (وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) لا انحراف فيه ولا اعوجاج.
[١٧] (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) وهم النصارى ، حيث جعلوا المسيح عليهالسلام أحد الآلهة الثلاثة (قُلْ) يا رسول الله (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) أي من يمنع من قدرته وإرادته (إِنْ أَرادَ) الله (أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) فلما كان المسيح وأمه عليهماالسلام ومن في الأرض مقهورين قابلين للفناء فليس المسيح إلها (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) فهو مالك للمسيح عليهالسلام (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) فيقدر على خلق المسيح عليهالسلام من أنثى فقط (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيقدر على خلق الإنسان بدون أب.