[١٠٩] (يَوْمَ) اذكر يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) أجابكم الناس بالقبول أو الرد (قالُوا لا عِلْمَ لَنا) علما كاملا بإجابة الناس ورفضهم (١) (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) تعمل كل ما غاب عن حواسنا.
[١١٠] واذكر يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ) قويتك (بِرُوحِ الْقُدُسِ) بروح طاهرة (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) حيث لا يتكلم في هذا العمر صبي ، وذلك إعجاز منه (وَكَهْلاً) في حال كونك كبيرا تكلمهم بالإعجاز والنبوة (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ) جنس الكتب السماوية (وَالْحِكْمَةَ) الشريعة (وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ) تصنع (مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي) أي تفعل ذلك بإذن الله ، ولعله إشارة إلى عدم جواز صنع المجسمة بغير إذن الله (٢) (فَتَنْفُخُ فِيها) الروح (فَتَكُونُ طَيْراً) حيّا (بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ) تشفي (الْأَكْمَهَ) الأعمى (وَالْأَبْرَصَ) الذي لا علاج له (بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى) من قبورهم بأن تحييهم (بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ) أي منعت أن يصلوا إليك بسوء (بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأدلة الواضحة (فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) وهم اليهود الذين لم يأمنوا بالمسيح عليهالسلام (إِنْ هذا) أي : ما هذا الذي أتيت بالإعجاز (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي واضح.
[١١١] (وَ) اذكر (إِذْ أَوْحَيْتُ) على لسان رسلي (إِلَى الْحَوارِيِّينَ) خواص أصحاب عيسى عليهالسلام ، قال لهم زكريا ويحيى عليهالسلام (أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) عيسى عليهالسلام (قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ).
[١١٢] واذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) أي هل تتعلق إرادته (أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً) مأكلا (مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ) فلا تسألوا سؤالا لا فائدة فيه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
[١١٣] (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها) من المائدة (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) بأن نلمس الإعجاز لمسا فتطمئن القلوب برسالتك (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) في ادعاء النبوة (وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ) نشهد عند الناس بإعجازك.
__________________
(١) أو لا علم لنا بالنسبة إلى علمه عزوجل.
(٢) كما لو كانت للعبادة.