[٣٨] (قُلْنَا اهْبِطُوا) أي انزلوا يا آدم وحواء والشيطان (مِنْها) أي من الجنة (جَمِيعاً فَإِمَّا) (ما) زائدة أي إن (يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) أي هداية ، كالقرآن وسائر الكتب السماوية (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) إذ لمن آمن بالله وعمل صالحا ، الأمن في الدنيا والآخرة ، والمخاوف التي يراها ليست مخاوف بالنسبة إلى ما يراه الكفار من العذاب والنار (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الخوف لمكروه مترقب ، والحزن لمكروه واصل.
[٣٩ ـ ٤٠] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ) إسرائيل لقب يعقوب عليهالسلام بمعنى عبد الله ، وبنو إسرائيل هم اليهود (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) ببعث الأنبياء فيكم وجعل ملوك منكم (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) الذي أخذت منكم بالإيمان والطاعة (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) بإعطائكم خير الدنيا وسعادة الآخرة (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) أي خافوني.
[٤١] (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ) أي القرآن (مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) من التوراة (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ) أي في مقدمة الكافرين (بِهِ) أي بما أنزلت من القرآن (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) بأن لا تؤمنوا بالآيات لأجل رئاسة زائلة في الدنيا (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) أي خافوا منّي ، فآمنوا واعملوا صالحا.
[٤٢] (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) بأن تضعوا لباس الباطل على الحق ، فتقولون للحق أنه باطل (وَتَكْتُمُوا) أي تخفوا (الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنه حق.
[٤٣] (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) قيل إن صلاة اليهود لا ركوع فيها ولذا أمروا بالصلاة بلفظ الركوع.
[٤٤] (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ) الإيمان والتقوى (وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) أي لا تفعلون البر (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) فأنتم أولى بالبرّ من الجهّال (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ألا عقل لكم يمنعكم عن هذه الأعمال.
[٤٥ ـ ٤٦] (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها) الاستعانة بالصبر والصلاة (لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ) إشارة إلى أن مجرد الظن كاف في البعث على الإيمان (أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) أي يرون جزاءه (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ) أي إلى حسابه وجزائه (راجِعُونَ).
[٤٧] (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) في زمان موسى عليهالسلام فإن كل مؤمن في زمان نبيّه أفضل من سائر العالمين.
[٤٨] (وَاتَّقُوا) أي خافوا (يَوْماً) هو يوم القيامة (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أي إن في ذلك اليوم جزاء كل إنسان لنفسه ، لا أن يعطى جزاء إنسان لإنسان آخر (وَلا يُقْبَلُ مِنْها) أي من النفس (شَفاعَةٌ) إلا بإذن الله (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) أي فدية تعادله ليفك الإنسان بسبب ذلك العدل عن العذاب (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) لا ينصر أحد أحدا عن عذاب الله ليدفع عن المجرم.