[٤٩] (وَإِذْ) واذكروا يا بني إسرائيل زمان (نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) يظلمونكم بعذاب سيئ (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يبقونهن أحياء للاستمتاع بهن واستخدامهن ، وذلك حين أخبر فرعون بولادة موسى عليهالسلام فإنه أخذ يذبح الأولاد ويبقي النساء ، لأجل أن لا يولد موسى فيكون سببا لذهاب مملكته (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ) امتحان (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) لعل الله ابتلاهم بذلك ، لما كانوا يخالفون أوامر الله المنزلة على الأنبياء السابقين على موسى عليهالسلام.
[٥٠] (وَإِذْ) واذكروا يا بني إسرائيل زمان (فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) أي جعلنا ماء البحر فرقة فرقة ، لتمروا من وسطها إلى اليابسة (فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) إلى غرقهم.
[٥١ ـ ٥٢] (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وعدنا موسى عليهالسلام أن يأتي إلى الطور أربعين ليلة ، لأعطيه التوراة لأجلكم (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) عبدتموه (مِنْ بَعْدِهِ) حين غاب موسى عليهالسلام (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الجرم الذي أجرمتموه بعبادة العجل (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لي بسبب هذا العفو.
[٥٣] (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ) أي التوراة الفارق بين الحق والباطل ، وهو عطف بيان للكتاب (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) بسبب التدبر في الكتاب.
[٥٤] (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ) أي بعبادتكم له (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) خالقكم (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) ورد أنهم أمروا بقتل بعضهم بعضا ، وكان ذلك القتل توبة لكل من القاتل والمقتول (ذلِكُمْ) القتل لأجل التوبة (خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ) خالقكم (فَتابَ عَلَيْكُمْ) بعد أن قتل بعضكم بعضا (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
[٥٥] (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) إيمانا كاملا (حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) أي عيانا (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) حيث جاءتهم صاعقة فأحرقتهم (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) حين جاءتكم الصاعقة.
[٥٦ ـ ٥٧] (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) أحييناكم (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) أي السحاب ، بأن جاء السحاب فوق رؤوسهم ـ حين كانوا في الصحراء ـ لئلا تؤذيهم الشمس (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ) لأجل طعامكم ، حيث لم يكن لكم طعام في الصحراء (الْمَنَ) مادة حلوة كالترنجبين (وَالسَّلْوى) طير يسمى السماني (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) أي إن بني إسرائيل بكفرهم وانحرافهم لم يظلموا الله تعالى ، فإن من كفر يظلم نفسه.