[٢١] (وَكَذلِكَ) كما أنمناهم وأيقظناهم (أَعْثَرْنا) أطلعنا (عَلَيْهِمْ) أهل المدينة (لِيَعْلَمُوا) ليعلم الذين اطّلعوا على أمرهم (أَنَّ وَعْدَ اللهِ) بالمعاد (حَقٌ) لأن نومهم وانتباههم بمنزلة الموت والبعث (وَ) ليعلموا (أَنَّ السَّاعَةَ) القيامة (لا رَيْبَ فِيها) ليس محل الريب والشك (إِذْ) ظرف ل (أعثرنا) (يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ) الناس الذين اطلعوا على قصّتهم (أَمْرَهُمْ) هل ماتوا واستحيوا أم ناموا واستيقظوا (فَقالُوا) الكفار : (ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) حائطا يسترهم ، أرادوا بذلك محو آرائهم (رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) جملة معترضة ، أي أن الله أعلم بحالهم فيما اختلفوا فيه (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) أمر الفتية وهم المؤمنون : (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) موضعا للصلاة ، وذلك لتذكير الناس بأمرهم ، وتقريبهم إلى طاعة الله.
[٢٢] (سَيَقُولُونَ) المختلفون في شأنهم : هم (ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ) أي قذفا بالموضع المجهول ، وقولا بغير علم (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) كالنبي وأوصيائه عليهمالسلام (فَلا تُمارِ فِيهِمْ) فلا تجادل في عددهم (إِلَّا مِراءً ظاهِراً) أي بما ظهر لك من أمرهم (وَلا تَسْتَفْتِ) أي لا تستخبر (فِيهِمْ) في شأن أهل الكهف (مِنْهُمْ) من أهل الكتب (أَحَداً) فأنهم لا علم لهم بشأنهم.
[٢٣] (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ) لأجل شيء تعزم عليه (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ) أفعل ذلك الشيء (غَداً) في المستقبل.
[٢٤] (إِلَّا) متلبسا بقولك : (أَنْ يَشاءَ اللهُ) ذلك (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) بإن شاء الله بعد ذلك (إِذا نَسِيتَ) ذكر المشيئة وقت الوعد ، ولعلّ ذكر هذه الآية في وسط آيات الكهف للتنبيه على أن أهل الكهف ناموا ليقوموا بعد ساعات ، لكن الأمر حيث كان بيد الله أنامهم هذا النوم الطويل ، فاللازم التوجه إلى الله حال وعد المستقبل (وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً).
[٢٥ ـ ٢٦] (وَلَبِثُوا) بقوا ، قبل يقظتهم (فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) تسع سنوات ، قالوا والأول بسني القمر والثاني بسني الشمس (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا) فدعوا قول أهل الكتاب واتبعوا الوحي (لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ما غاب عن الحواس في السماء وفي الأرض (أَبْصِرْ بِهِ) أي بالله (وَأَسْمِعْ) أي ما أبصره وأسمعه ، كناية عن أنّه تعالى يرى ويسمع كل شيء (ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ) دون الله (مِنْ وَلِيٍ) يتولّى أمورهم (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) فلا شريك له في الحكم كما لا شريك له في الملك.
[٢٧] (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) القرآن (لا مُبَدِّلَ) لا أحد يقدر على تبديلها (لِكَلِماتِهِ) أي أحكامه وما يريده (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) ملجأ.