[١١] (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) الكذب العظيم فإن بعض زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رمت مارية القبطية بالزنا ، وقيل غير ذلك (عُصْبَةٌ) جماعة (مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ) أي الإفك (شَرًّا لَكُمْ) لأنه يوجب الامتحان مما يعود خيره إليكم ، كقولك لا تحسب الجهاد شرا ، مع أنه موجب لإراقة الدماء (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) من العصبة (مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) أي بمقدار كسبه من الإفك وما خاض فيه كثيرا أو قليلا (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) معظمه (مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) في الدنيا والآخرة.
[١٢] (لَوْ لا) هلّا (إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) سمعتم الإفك أيها المسلمون (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ) ظن بعضهم ببعض (خَيْراً) بأن يقول إنه كذب (وَقالُوا هذا) القول (إِفْكٌ مُبِينٌ) ظاهر.
[١٣] (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ) أي على الإفك (بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) ليشهدوا بالزنا (فَإِذْ) فحين (لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ) في نسبتهم الزنا إلى زوجة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١٤] (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا) بأن أمهلكم لتتوبوا (وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ) أصابكم (فِيما أَفَضْتُمْ) دخلتم (فِيهِ) من الإفك (عَذابٌ عَظِيمٌ).
[١٥] (إِذْ) ظرف ل (مسكم) (تَلَقَّوْنَهُ) يرويه بعضكم لبعض (بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) إذ كنتم تقولونه عن ظن (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً) سهلا (وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) لأنه افتراء.
[١٦] (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ) أي لا يحل (لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا) الكلام (سُبْحانَكَ) بأن تقولوا حين تسمعون ننزهك يا الله تنزيها (هذا بُهْتانٌ) كذب (عَظِيمٌ).
[١٧] (يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا) لئلا ترجعوا (لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
[١٨ ـ ١٩] (وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ) تظهر (الْفاحِشَةُ) الزنا (فِي الَّذِينَ آمَنُوا) بنسبتها إليهم (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا) بإقامة الحد (وَالْآخِرَةِ) بعذاب النار (وَاللهُ يَعْلَمُ) ما فيه من العقاب والسخط (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
[٢٠] (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) لعاجلكم بالعقاب (وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ).