[٢١] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) طرقه المؤدية إليه ، والمراد بها المعاصي (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ) فليعلم أنه أي الشيطان (يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) الإثم الفاحش كالزنا والربا (وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى) ما طهر (مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) من دنس المعاصي (أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولذا يأمركم بما هو خير لكم.
[٢٢] (وَلا يَأْتَلِ) لا يحلف (أُولُوا الْفَضْلِ) الغنى (مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) في المال (أَنْ) لا (يُؤْتُوا) يعطوا من أموالهم (أُولِي الْقُرْبى) أقرباءهم (وَالْمَساكِينَ) الفقراء (وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) الذين هاجروا لأجله سبحانه (وَلْيَعْفُوا) إذا رأوا إساءة (وَلْيَصْفَحُوا) أصله إدارة صفح الوجه إعراضا ، والمراد عدم المبالاة بما بدر من الطرف من الإساءة (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) فإذا أحببتم غفران الله فاغفروا لمن أساء إليكم ، والآية نهي لغالب الأغنياء الذين يجعلون بعض الأعذار الواهية مبررا لحلفهم على ترك الإعطاء (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[٢٣] (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ) يقذفون بالزنا (الْمُحْصَناتِ) العفائف (الْغافِلاتِ) أي التاركات للفواحش (الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا) أبعدوا عن رحمة الله (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) في الدنيا بالجلد وفي الآخرة بالنار.
[٢٤] وذلك (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) فإن في يوم القيامة تشهد الجوارح بالجرائم.
[٢٥] (يَوْمَئِذٍ) أي في ذلك اليوم (يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ) يعطيهم جزاءهم (الْحَقَ) الذي يستحقونه (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) الظاهر ، فإنهم لو علموا في الدنيا ذلك لم يرتكبوا الآثام.
[٢٦] (الْخَبِيثاتُ) الزانيات من النساء (لِلْخَبِيثِينَ) للزناة من الرجال (وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ) العفيفات (لِلطَّيِّبِينَ) الأعفاء ، وهذا كقوله : (الزاني لا ينكح إلا زانية) (١) (وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ) الأطياب من الصنفين (مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) يقول أهل الفسق فيهم من كلمات القذف ، لفرض أنهم أطياب (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) غفران لأجل ما قذفوا به (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) مقترن بالتكريم لهم.
[٢٧] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) تستأذنوا (وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها) سلام الاستئذان ، وذلك بأن يقول : السلام عليكم ، ثلاث مرّات ، فإن أذن له وإلّا انصرف (ذلِكُمْ) الاستئذان (خَيْرٌ لَكُمْ) من الدخول فجأة ، وأنزلنا هذا الحكم (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) تتعظون.
__________________
(١) سورة النور : ٣.