[٣] (وَاتَّخَذُوا) الكفّار (مِنْ دُونِهِ) غير الله (آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ) تلك الآلهة (شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) مخلوقون لله فكيف تكون آلهة (وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا) فيدفعونه (وَلا نَفْعاً) فيجرونه (وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) بعثا بعد الموت.
[٤] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا) ما هذا القرآن (إِلَّا إِفْكٌ) كذب نسب إلى الله (افْتَراهُ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) كسلمان وصهيب وبعض أهل الكتاب (فَقَدْ جاؤُ) بهذه المقالة (ظُلْماً وَزُوراً) كذبا.
[٥] (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أكاذيبهم (اكْتَتَبَها) جمعها (فَهِيَ تُمْلى) تقرأ (عَلَيْهِ) على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لأجل أن يحفظها فينشرها في المجتمع (بُكْرَةً) صباحا (وَأَصِيلاً) عصرا.
[٦] (قُلْ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أَنْزَلَهُ) أي القرآن (الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ) الغيب (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ولذا أنزل القرآن بما يفيد حال البشر ، ولو كان أساطير لكان حسب الظواهر الخارجية (إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) ولذا لا يعاجلهم بالعقوبة ويغفر لمن تاب منهم.
[٧] (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) أي الزاعم أنه رسول (يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) فكان زعمهم أن الرسول يجب أن لا يعمل أعمال البشر (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) من السماء (فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) يعينه في الإنذار والتخويف.
[٨] (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ) من السماء (كَنْزٌ) ليستغني به عن المعاش (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) بستان (يَأْكُلُ مِنْها) أي يجعله لإدرار معاشه (وَقالَ الظَّالِمُونَ) أنفسهم بالكفر (إِنْ) ما (تَتَّبِعُونَ) أيها المؤمنون (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) سحر فذهب عقله.
[٩] (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) بأنك مسحور وساحر ومجنون وكاهن وشاعر (فَضَلُّوا) عن قصد السبيل (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) أي سلوك سبيل الحق ، أو سبيلا لتكذيبك.
[١٠] (تَبارَكَ) دام وثبت (الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) الذي قالوه من الجنة والكنز (جَنَّاتٍ) بدل من (خيرا) (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً).
[١١] (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) بالقيامة ، ولذا اقتصرت أنظارهم على حطام الدنيا (وَأَعْتَدْنا) هيّأنا (لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) نارا تلتهب.