[١١] (فاطِرُ) خالق (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) من جنسكم (أَزْواجاً) نساءكم (وَ) جعل (مِنَ الْأَنْعامِ) البقر والغنم والإبل (أَزْواجاً) ذكرا وأنثى (يَذْرَؤُكُمْ) يكثركم (فِيهِ) في هذا الجعل ، أي بسبب جعل الزوجين (لَيْسَ كَمِثْلِهِ) كذاته (شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
[١٢] (لَهُ مَقالِيدُ) مفاتيح خزائن (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ) يوسع (الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) يضيق لمن يشاء (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فيعلم بأفعالكم ويجازيكم عليها.
[١٣] (شَرَعَ) جعل (لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) فإن دين الجميع واحد ، فقد أوصاهم جميعا (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) أصوله وفروعه (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) بأن يخالف أحدكم الآخر (كَبُرَ) عظم (عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) من التوحيد (اللهُ يَجْتَبِي) يختار (إِلَيْهِ) إلى دينه (مَنْ يَشاءُ) أن يوفقه له (وَيَهْدِي) بالتوفيق (إِلَيْهِ) إلى الدين (مَنْ يُنِيبُ) يرجع عن معاصيه ، فمنهم مجتبى ومنهم مهتد.
[١٤] (وَما تَفَرَّقُوا) أي أهل الكتاب بأن بقي بعضهم على الهدى وبعضهم ضلّ (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) وعلموا الحقائق (بَغْياً) حسدا (بَيْنَهُمْ) حسد بعضهم أن يتقدم البعض الآخر (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) بتأخير عذاب الكافر (إِلى أَجَلٍ) وقت (مُسَمًّى) قد سمي ، وذلك لمصلحة في التأخير (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بإهلاك المبطلين (وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ) أهل الكتاب الذين ورثوه من أسلافهم (مِنْ بَعْدِهِمْ) بعد نوح وإبراهيم وغيرهما عليهمالسلام (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) من القرآن (مُرِيبٍ) موجب للريب والتردد عملا.
[١٥] (فَلِذلِكَ) الدين ، أي إليه (فَادْعُ) الناس (وَاسْتَقِمْ) عليه (كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) أهواء المشركين الباطلة الموجبة للانحراف (وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ) بكل الكتب (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) أسير بالعدل (اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) لا شريك له (لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) فكل مجزي بما عمل (لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) لا خصومة ولا حجاج لأنه ظهر الحق (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) يوم القيامة لأجل تميز المحق من المبطل (وَإِلَيْهِ) إلى جزائه (الْمَصِيرُ) مصير الكل.