[٢٣] (ذلِكَ) الثواب هو (الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) به (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على أداء الرسالة (أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ) الحب وإظهاره (فِي الْقُرْبى) في أقربائي ، فإن ذلك أيضا عائد إليهم ، لأنهم عليهمالسلام الشارحون للكتاب الهادون إلى الصواب (وَمَنْ يَقْتَرِفْ) يكتسب (حَسَنَةً) عملا حسنا (نَزِدْ لَهُ فِيها) لمضاعفة ثوابها إلى عشرة أضعاف (حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) للسيئات (شَكُورٌ) للحسنات.
[٢٤] (أَمْ) بل (يَقُولُونَ افْتَرى) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلَى اللهِ كَذِباً) في ادعائه الرسالة (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ) إذا كنت كاذبا (يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) بأن تنسى القرآن فكيف تكون مفتريا والحال أن الله أنزل القرآن على قلبك مما يدل على أنك من قبله تعالى (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) الذي يقولونه (وَيُحِقُّ الْحَقَ) يظهر كونه حقا (بِكَلِماتِهِ) بوحيه إليك (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بمضمراتها ، والمراد بالصدور القلوب التي في الصدور.
[٢٥] (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) فكيف تتركون هذا الإله وتتخذون الأصنام.
[٢٦] (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي يجيبهم إلى ما يسألونه (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) بأن يعطيهم ما لا يسألون (وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) في الآخرة.
[٢٧] (وَلَوْ بَسَطَ) وسع (اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا) ظلموا وتعدوا الحدود (فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) بقدر ما تقتضيه المصلحة (إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ) يعلم كل شيء منهم (بَصِيرٌ) يراهم.
[٢٨] (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) المطر (مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) أي يئسوا عن نزوله (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) يبسطها على الناس (وَهُوَ الْوَلِيُ) الذي يتولى أمور الناس (الْحَمِيدُ) المحمود في أفعاله.
[٢٩] (وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده وصفاته (خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَ) نشر (فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) حيوانات تدب وتتحرك (وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ) بإماتتهم أو حشرهم (إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) في أي وقت شاء.
[٣٠] (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) أي بسبب ذنوبكم ـ وهذا غالبي ـ (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) من الذنوب فلا يعاقبكم عليه.
[٣١] (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) قادرين على أن تعجزوا الله حتى لا يتمكن من أخذكم (فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍ) يتولى شؤونكم (وَلا نَصِيرٍ) ينصركم من بأس الله.