[١٩] (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) المبالغون في التصديق (وَالشُّهَداءُ) الذين يشهدون على الناس (عِنْدَ رَبِّهِمْ) يوم القيامة (لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يوم القيامة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) الملازمون لجهنم.
[٢٠] (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ) لا حقيقة لها بالنسبة إلى حياة الآخرة (وَلَهْوٌ) ما يسبب إلهاء الإنسان عن مقصده الحقيقي (وَزِينَةٌ) يتزين بها الإنسان (وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ) يفتخر بعضكم على بعض (وَتَكاثُرٌ) مباهاة في الكثرة (فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ) مطر (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) الزراع (١) (نَباتُهُ) الذي نشأ من الغيث (ثُمَّ يَهِيجُ) ييبس (فَتَراهُ مُصْفَرًّا) اصفر قد مات (ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) يتحطم ويتكسر ، وتذهب الدنيا كما يذهب النبات (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ) لأعداء الله الذين كان كل همهم الدنيا (وَمَغْفِرَةٌ) غفران للمؤمنين (مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) رضاه تعالى (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ) ما يتمتع به (الْغُرُورِ) الذي يغتر به الإنسان وينخدع فيبيع به آخرته الباقية.
[٢١] (سابِقُوا) سارعوا (إِلى مَغْفِرَةٍ) أسباب الغفران (مِنْ رَبِّكُمْ وَ) إلى (جَنَّةٍ عَرْضُها) سعتها (كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ) هيئت (لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ) إعطاء الجنة (فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) ممن استحق ذلك ، وكونه فضلا لأنه زائد على الأجر (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) على عباده.
[٢٢] وإن كان عدم إنفاقكم ومسارعتكم في الخير لأجل الخوف من الفقر والصعوبات فاعلموا (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ) بيان (ما) (فِي الْأَرْضِ) كالجدب (وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) كالمرض (إِلَّا) وهو مقدر (فِي كِتابٍ) اللوح المحفوظ (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) أن نوجد تلك المصيبة ، فهي مقدرة سواء علمتم أم لا ، وسواء كان الإنسان مؤمنا أم لا (إِنَّ ذلِكَ) الإصابة بالمصائب للناس (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) فليس تتوقف المصائب على الإنفاق والمسارعة والجهاد وما أشبه.
[٢٣] اعلموا أن المصائب ثابتة مقدرة (لِكَيْلا تَأْسَوْا) تحزنوا (عَلى ما فاتَكُمْ) من النعيم الدنيوي (وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) من نعيم الدنيا ، لأن المصيبة لها أجر ، والنعمة قد تجر الإنسان إلى العصيان فلا فرح منها ، والمراد النهي عن الجزع والبطر (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ) متكبر (فَخُورٍ) يفتخر على الناس والمراد من أبطرته النعمة.
[٢٤] (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) فإن الذي يختال بالمال يبخل به غالبا (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) فإن النفس تنضح بما فيها (وَمَنْ يَتَوَلَ) يعرض عما يجب عليه (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) فلا يحتاج إلى أموالكم ، وإنما الإنفاق يعود إليكم (الْحَمِيدُ) المحمود في أفعاله.
__________________
(١) الكفر : الستر ، ويسمى الزارع كافرا لستره البذر بالتراب. راجع لسان العرب ج ٥ ص ١٤٦.