[٢٣] (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله (إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا) أعطوا (نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) أي حظا وقسما منه ، وهم اليهود ولم يعطوا الكتاب الكامل ، لان التوراة حرفت منذ زمان قديم (يُدْعَوْنَ) والداعي لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِلى كِتابِ اللهِ) أي التوراة (لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) في صفات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن التوراة كانت ذكرت أوصاف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (ثُمَّ يَتَوَلَّى) يعرض (فَرِيقٌ مِنْهُمْ) لا كلهم ، إذ بعضهم آمنوا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) عن اتباع الحق.
[٢٤] (ذلِكَ) التولي والإعراض بسبب تسهيلهم أمر العقاب على أنفسهم لأنهم (قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ) أي لن نعذب (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) أربعين يوما فقط (وَغَرَّهُمْ) خدعهم (فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي هذا الافتراء وهو أن عذابهم أربعين يوما فقط.
[٢٥] (فَكَيْفَ) حالهم (إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) آت بلا شك وهو يوم القيامة (وَوُفِّيَتْ) أعطيت (كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) جزاء جميع أعماله (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
[٢٦] (قُلِ) يا رسول الله : (اللهُمَ) أي يا الله أنت (مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي) تعطي (الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ) تأخذ (الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
[٢٧] (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) أي تدخل ، لأن الليل يدخل في النهار حتى يذهب النهار ، وكذلك العكس (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) فإن الحيوان الطائر يخرج من البيضة الميتة (وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) فان البيضة تخرج من الطائر الحي ، إلى غيرها من الأمثلة (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) أي رزقا كثيرا.
[٢٨] (لا يَتَّخِذِ) نهي عن موالاة الكفار (الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) أصدقاء وسادة (مِنْ دُونِ) اتخاذ (الْمُؤْمِنِينَ) أولياء ، أي يترك موالاة المؤمن ويتخذ الكافر وليا (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) اتخاذ الكافر وليا (فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) يصح أن يسمى ولاية ، أي ليس من أولياء الله والمربوطين به تعالى (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا) تخافوا (مِنْهُمْ) أي من الكفار (تُقاةً) خوفا ، فلا بأس باتخاذ الكفار أولياء تقية (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) فخافوا من الله ولا تخالفوا أوامره (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) المرجع ، فيجازيكم على أعمالكم.
[٢٩] (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ) من موالاة الكافر وغيرها (أَوْ تُبْدُوهُ) تظهروه (يَعْلَمْهُ اللهُ) جزاء الشرط (وَيَعْلَمُ) الله (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).