كلمة الناشر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على ما وفّق له من الطاعة ، وذاد عنه من المعصية ، ونسأله لمنّته تماما وبحبله اعتصاما ، والصلاة والسلام على رسوله الذي صدع بالحق ، ونصح للخلق ، وهدى إلى الرشد.
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [آل عمران : ٧].
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدّث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان ـ زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى ... فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الدّاء [نهج البلاغة : ١٧٤].
فالقرآن الكريم حبل الله المتين ، وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم وتفسير القرآن من أوائل العلوم في أصول الشريعة والتي اهتم بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ أول زمن التنزيل ، فكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يحرص أشد الحرص على تعليم أصحابه معاني الآيات القرآنية وكل ما يتعلق بعلوم ومفاهيم القرآن. وكان في الطليعة أمير المؤمنين علي عليهالسلام حيث كان يأخذ علوم القرآن وأحكامه ومفاهيمه وأسباب نزوله من نبعه ليكون محفوظا ومتداركا من السهو أو النسيان أو العبث. وقد قال الإمام علي عليهالسلام في ذلك «علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب» (١). وقد برع الكثير من الصحابة في التفسير بعد أن تتلمذوا على يد أمير المؤمنين عليهالسلام كعبد الله بن عباس ، وعلى هذا فإنّ التفسير من العلوم التي تفرّد بها البيت النبوي ابتداء برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام علي عليهالسلام وامتدادا بالأئمة الأطهار عليهمالسلام ، فأخذ منهم هذا العلم من زامنهم ومن جاء بعدهم حتى وصل إلينا بالشكل الذي نراه.
وكتاب تبيين القرآن للإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي «قدسسره» هو تفسير مختصر للقرآن فيه توضيح للكلمات القرآنية كان الإمام الراحل قد
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ١٨٣ ، ط مؤسسة الوفاء.