قال : قلت : فما تقول يا أمير المؤمنين في من قتل هؤلاء؟ قال : في النّار لا أشكّ ، فقلت: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟
قال : فنكّس رأسه ثمّ قال : يا سليمان الملك عقيم ، ولكن حدّث عن فضائل عليّ بما شئت. قال : فقلت : فمن قتل ولده فهو في النّار! قال عمرو بن عبيد : صدقت يا سليمان الويل لمن قتل ولده ، فقال المنصور : يا عمرو أشهد عليه أنّه في النّار ، فقال عمرو : وأخبرني الشيخ الصدق ـ يعني الحسن ـ عن أنس : أنّ من قتل أولاد عليّ لا يشمّ رائحة الجنّة ، قال : فوجدت أبا جعفر وقد حمض وجهه ، قال : وخرجنا فقال أبو جعفر : لو لا مكان عمرو ما خرج سليمان إلّا مقتولا.
حديث الطائر وطرقه :
١٨٩ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار ، الفقيه ، الشافعيّ ـ رحمهالله ـ بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ، الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطيّ ـ رحمهالله ـ قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن صدقة الجوهريّ الواسطيّ ـ رحمهالله ـ سنة ثلاث وثلاثمائة ، حدّثنا محمّد بن زكريا بن دويد العبديّ ، حدّثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ نحامة مشويّة فقال : اللهمّ ابعث إليّ أحبّ خلقك إليك وإلى نبيّك يأكل معي من هذه المائدة.
قال : فأتى عليّ فقال : يا أنس استأذن لي على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) قال : فقلت : النبيّ عنك مشغول ، فرجع عليّ ولم يلبث إلّا قليلا أن رجع فقال : يا أنس استأذن لي على النبيّ (صلىاللهعليهوآله) ، فقلت : النبيّ عنك مشغول ، فرجع فلم يلبث إلّا قليلا أن رجع فقال : يا أنس استأذن لي على رسول الله. فهممت أن أقول مثل قولي الأوّل والثّاني فسمع النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ من داخل الحجرة كلام عليّ فقال : ادخل أبا الحسن ما أبطأ بك عنّي ، قال : جئت يا رسول الله هذه الثالثة كلّ ذلك يردّني أنس يقول : النبيّ عنك مشغول ، فقال: يا أنس ما حملك على هذا؟ فقلت : يا رسول الله سمعت