وفي آخر الآم هذه الحكاية أيضاً :
* * *
حكاية حسنة من المناقب مسموعة
في فضل أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ
قال أبو الحسن علي بن محمّد بن الشرفية : حضر عندي في دكّاتي ـ بالوراقين بواسط يوم الجمعة خامس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة ـ القاضي العدل جمال الدّين نعمة الله بن علي بن أحمد بن العطّار ، وحضر أيضاً عندي الأمير شرف الدَّين أبو شجاع ابن العنبري الشاعر ، فسأل شرف الدَّين القاضي جمال الدَّين أن يسمعه المناقب ، فأبتداء بالقراءة عليه من نسختي التّي بخطيَّ في دكاني يومئذ ، وهو يرويها عن جدهَّ لأمة العدل محمّد بن علي المغازلي عن أبيه المصنف ، فهما في القراءة وقد اجتمع عليهما جماعة ـ إذا اجتاز أبو نصر قاضي العراق وأبو العبّاس بن زنبقة وهما ينبزان بالعدالة ، فوقفا يغوغيان وينكران عليه قراءة المناقب وأطنب أبو نصر قاضي العراق في التهزي والمجون ، وقال في جملة مقالته على طريق الاستهزاء : أي قاضي! اجعل لنا وظيفة كلّ يوم جمعة بعد الصّلاة تُسمعنا شيئاً من هذه المناقب في المسجد الجامع! فقال لهم القاضي نعمة الله بن العطّار : ما أنتما من أهلها ، أنتما قد حضرتما في درب الخطيب وذكرتما أنَّ عليّاً عليهالسلام ما كان يحفظ سورة واحدة من كتاب الله تعالى ، والمناقب يتضمّن أنّه ما كان في الصّحابه أقرا من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فما أنتما من أهلها ، فاكثرا الغوغاء والتهزّي.
فضجر القاضي نعمة الله بن العطّار وقال ـ بمحضر جماعة كانوا وقوفاً ـ : اللهم إن كان لأهل بيت نبيّك عندك حرمة ومنزلة فاخسف به داره ، وعجّل