نكايته ، فبات ليلته تلك وفي صبيحة يوم السبت سادس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة خسف الله تعالى بداره ، فوقعت هي والقنطرة وجميع المسناة إلى دجلة ، وتلف منه فيها جميع ما كان يملك من مال وأناث وقماش ، فكانت هذه المنقبة من أطراف ما شوهد يومئذ من مناقب آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ
فقال عليّ بن محمد بن الشرفية في ذلك اليوم في هذا المعني :
يا أيها العدل الذي هو |
|
عن طريق الحق عادل |
متجنبا سبل الهدى وإلى |
|
سبيل الغى مائل |
أيمثل أهل البيت يا مغرور |
|
ويحك أنت هازل |
دع عنك أسباب الخلاعة |
|
واستمع منّي الدلائل |
بالأمس حين جحدت من |
|
أفصالهم بعض الفضائل |
وجريت في سنن التمردّ لست |
|
تسمع عذل عاذل |
نزل القضاء على ديارك |
|
في صباحك شرّ نازل |
أضحت ديارك سائحيك |
|
في الثرى خسف الزلازل |
وبقيت يا مغرور في الدارين |
|
لن تحظى بطائل |
هذا الجزاء بهذه الدنيا فعدّلهم |
|
غداً ما أنت قائل |
* * *
قال علي بن محمّد بن الشرفية :
وقرأت المناقب الّتي صنَّفها ابن المغازلي بمسجد الجامع بواسط الّذي بناه الحجّاج بن يوسف الثقفي ـ لعنة الله ولقّاع ما عمل ـ في مجالس سنية أولها الأحد رابع صفر وآخرهن عاشر صفر من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في أمم لا تحصى عديدهم ، وكانت مجالس ينبغى أن تورَّخ ، وكتب قارئها بالمسجد الجامع علي بن محمّد بن الشرفية.