نساء العالمين : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) الشّجرة المباركة إبراهيم ، (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) : لا يهوديّة ولا نصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) قال : يكاد العلم أن ينطق منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ). (نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : فيها إمام بعد إمام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) قال : يهدي الله ـ عزوجل ـ لولايتنا من يشاء (١).
قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) [النساء : ٢٩] :
٣٦٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة : أنّ أبا أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الجلوديّ ، حدّثنا قاسم بن محمّد بن حمّاد ، حدّثنا جندل بن والق عن محمّد بن عثمان المازنيّ ، عن الكلبيّ ، عن كامل بن العلاء ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قول الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) قال : لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول في كتابه : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ).
قال : كان أبناء هذه الأمة الحسن والحسين ، وكان نساؤها فاطمة ، وأنفسهم النبيّ وعليّ (٢).
قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [الحاقة : ١٢] :
٣٦٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد الله بن القصّاب ، حدّثنا أبو بكر
__________________
(١) أخرجه الحضرمي في رشفة الصادي ٢٩ ، ومن أعلام الإمامية القاضي الشهيد في إحقاق الحق ٣ / ٤٥٩ ، كلاهما من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي. وعلي بن جعفر هو علي بن جعفر ابن محمّد الصادق ـ عليهالسلام ـ روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر أخيه ، وقد توهم أن علي بن جعفر روى الحديث عن الحسن البصري ، والحق ما جعلناه في الصلب كما استظهره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٢٣ / ٣١٦ ونص عليه الدزفولي في كفاية الخصام ٤٠٤.
(٢) كأن ابن عباس تأول الآية على أن الدعوة كانت بين الواقدين من أمة عيسى وأمة محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بأن يدعو كل واحد أبناءها ونساءها وأنفسها ، فدعا رسول الله عليا وفاطمة والحسنين على أنهم أنفس الأمة ونساؤها وأبناؤها ، فيكون علي عليهالسلام نفس الأمة كما كان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم).