ثمّ قال : أستغفر الله! خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له ، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه ، قلت : من هو؟ قال : عليّ ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ وقال له : لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما عليّ ، وأنت وارثي ووصيّي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، وتقتل على سنّتي ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني (١).
حديث المباهلة :
٣١٠ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق إذنا ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داوود ، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكريّ ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا محمّد بن دينار ، عن داوود بن أبي هند ، عن الشّعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال: قدم وفد نجران على النبيّ (صلّى الله عليه
__________________
(١) لم أظفر أنا بلفظ الحديث ، ولكن للحديث شواهد مختلفة : روى الحافظ أبو عبد الله البخاري في صحيحه ٥ / ١٩ ط الأميرية بالإسناد إلى سعد بن عبيدة قال : جاء رجل إلى ابن عمر يسأله عن علي فذكر محاسن عمله ، قال : هو ذاك بيته وسط بيوت النبي (صلىاللهعليهوآله) ثم قال : لعل ذاك يسوؤك؟ قال : أجل. قال : فأرغم الله بأنفك ، انطلق فاجهد على جهدك.
وروى الحافظ النسائي في الخصائص ٢٨ بالإسناد إلى سعيد بن عبيد قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي ، قال : لا أحدثك عنه ، ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول الله قال : فإني أبغضه ، قال : به أبغضك الله. وروي أيضا بطرق مختلفة عن العلاء بن العرار أنه قال : سألت عبد الله بن عمر قلت : ألا تحدثني عن علي وعثمان؟ قال : أما علي فهذا بيته من بيوت رسول الله ، ما في المسجد بيت غير بيته.
وأخرجه ابن حجر في لسان الميزان ٤ / ١٦٥ من حديث أبي إسحاق عن العلاء ابن عرار ولفظه «قال : تسأل عن علي وقد رأيت مكانه من رسول الله أنه سد أبواب المسجد إلّا باب علي» ، وهكذا أخرجه الحافظ الطبراني في معجمه الأوسط على ما في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.
وروى الترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٣٠٣ بالرقم المسلسل ٣٨١١ وط الصاوي ١٣ / ١٧٤ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله لعلي : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، وروى ابن وكيع في أخبار القضاة ٣ / ١٤٩ عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لما سدت أبواب المسجد ذهب علي ليخرج فأخذ النبي بيده فقال : إن هذا المسجد لا يحل لأحد أن يجنب فيه غيري وغيرك.
وروى البيهقي في سننه ٧ / ٦٥ عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ألا إنّ مسجدي حرام على كل حائض من النساء ، وكل جنب من الرجال ، إلّا على محمّد وأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين ، وفي لفظ : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا.