الحسين بن خلف بن محمّد الداودي ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد التلعكبريّ ، قال : حدّثنا طاهر بن سليمان بن زميل الناقد قال : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن إبراهيم قال : حدّثنا الحسن بن عليّ ، حدّثنا الحسن بن حسن السّكّريّ ، حدّثنا ابن هند عن ابن سماعة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، أنّه قرأ عليه أصبغ بن نباتة : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) قال : فبكى عليّ (عليهالسلام) وقال : إنّي لأذكر الوقت الّذي أخذ الله تعالى عليّ فيه الميثاق.
قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ...) (١)
٣٢٠ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن محمّد بن سلم الختّليّ ، حدّثني عمر بن أحمد ، قال : قرأت على أمّي
__________________
(١) هذه السورة نازلة بمكة ـ زادها الله شرفا ـ على ما يشهد به سياق آياتها صدرا وذيلا ـ إلا أنها تذكر في أوصاف الأبرار ما لا يمكن تطبيقها وتحقيقها والإذعان بتحققها إلّا في العترة الطاهرة أهل بيت النبي الأقدس ، وذلك أنه لم يوجد في الأمة الإسلامية ـ جماعة من الأبرار يكون إخلاص طويتهم وشدة إيمانهم وكمال حبهم لله والخوف من جلاله جل جلاله ـ بهذه المثابة التي تصفها الآيات الكريمة. اللهم إلا بعد برهة تشكل أهل بيت الوحي بالمدينة الطيبة فتحققت تلك الأوصاف الشريفة وتجمعت فيهم.
فالمراد بنزول السورة فيهم ، أن الله ـ عزوجل ـ حيث أطلق هذه الأوصاف الكاملة للابرار من خليقته ، لم يكن ليعطف نظره الأقدس إلى غير هؤلاء الأبرار الأطيبين من عترة محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعلمه بعدم تحقق الأوصاف إلّا فيهم.
فكأنه ـ عزوجل ـ يقول في هذه السورة تسلية لنبيه الأكرم : إني أعلم ما لا يعلمون : خلقت بشرا من نطفة أمشاج (ـ ذات أخلاط من الجن (LMEG (عليها يتحقق شاكلته وبها يتجهز للكفاح في بيئة الدهر ـ) ليتم ابتلاؤه بالحسنات والسيئات ، ومع ذلك هديناه سبيل الإيمان والكفر ومنهج الخير والشر ، بإنزال الكتب وإرسال الأنبياء ليميز الشاكر منهم من الكافر وقليل من عبادي الشكور.
لكني لست أبالي بكفر الكافرين وكثرتهم ـ وإن كنت أعددت لهم سلاسل وأغلالا وسعيرا ـ بعد ما سيتحقق فيهم أبرار من أوصافهم كذا وكذا ... فاصبر ـ يا محمد ـ لحكم ربك ولا تطع من هؤلاء آثما أو كفورا ، إلى آخر السورة الشريفة ... (مقتبس مما علقناه على البحار ج ٢٨ ص ٢٤٨ ـ ٢٥٠).